سمع من زينب بنت شكر المقدسية، سنة ست عشرة وسبعمائة بمصر، وبدمشق من أبى العباس الحجار، صحيح البخارى، ومن غيره.
سمع منه شيخنا العراقى، وغيره، وحدث بشيء من كتاب «الأدب المفرد للبخارى» بسماعه من ست الفقهاء بنت الواسطى. وكان سماعه مع ابن مولاه قاضى القضاة عز الدين بن جماعة، وكان يحبه كثيرا، ويعتمد عليه، ويقول: هذا من بركة الوالد. ومن العجيب أنهما توفيا فى عام واحد ببلد واحد.
توفى مفتاح فى رمضان سنة سبع وستين وسبعمائة بمكة، ودفن بالمعلاة، نقلت وفاته من خط شيخنا الحافظ أبى زرعة بن العراقى، أبقاه الله تعالى.
٢٥١٥ ـ مفتاح بن عبد الله البلينى، المعروف بالزّفتاوى. نائب مكة، يلقب أمين الدين:
كان من موالى الشريف أحمد بن عجلان، فصيّره لأخيه السيد حسن بن عجلان وهو صغير، فنشأ فى خدمته حتى كبر، فبدت منه نجابة وشهامة وشجاعة، فاغتبط به مولاه السيد حسن.
ولما ولى مولاه إمرة مكة، قدّمه فى كثير من أموره وحروبه، واستنابه على مكة مرتين، وبعثه رسولا إلى الناصر فرج صاحب مصر، فى سنة أربع عشرة وثمانمائة، فعاد بخير، ونيابته الأخيرة على مكة فى رجب سنة عشرين وثمانمائة، لما توجه مولاه من مكة، بسبب الفتنة التى عرضت بينه وبين بنى عمه، أولاد على بن مبارك، وأولاد أحمد ابن ثقبة، ومن انضم إليهم من القواد العمرة والحميضات، والذى حرك هذه الفتنة، أن الشريف حسن ألزم القواد العمرة والحميضات، بتسليم خيلهم ودروعهم، أو الجلاء من بلاده، وأمهلهم فى ذلك نحو نصف شهر، فتحيلوا فى هذه المدة حتى أفسدوا عليه بنى عمه الأشراف المشار إليهم، وغيرهم من الأشراف، ذوى أبى نمى، وذوى عبد الكريم، وغيرهم.
وكان السيد حسن إذ ذاك بالشرق، فلما عرف خبرهم، وصل سريعا، وقصد وادى مر، ونزل على الأشراف ذوى أبى نمى، ونازل القواد والأشراف الذين معهم بالغد، وقصدوا جدة، واستولوا عليها فى يوم الخميس التاسع عشر من رجب، سنة عشرين وثمانمائة، وأقاموا الشريف ميلب بن على بن مبارك، والشريف ثقبة بن أحمد سلطانين، واستولوا على ذرة كثيرة جدا، نحو خمسمائة غرارة. وجبوا بعض الجلاب التى وصلت فى هذا التاريخ.