وحمل فى محمل. ودخل به إلى مكة من درب الثنية، وطيف به حول البيت، وخرج به من درب المعلاة، ودفن خارجا عن قبة أبيه وجده الأعلى، وهو قتادة.
وكان أميرا عظيما. وحصل بالوادى وبمكة من الحزن والبكاء والضجيج ما لم ير مثله. فسبحان الحى الذى لا يموت، لا إله إلا الله الحى القيوم. انتهى.
ورأيت فى «ذيل سير النبلاء» للذهبى فى ترجمة أبى نمى: أنه توفى فى ذى الحجة سنة إحدى وسبعمائة. انتهى.
وهذا وهم من الذهبى إن لم يكن من الناسخ؛ لأن القاضى نجم الدين قاضى مكة قال: إنه توفى فى يوم الأحد رابع صفر سنة إحدى وسبعمائة. وهو أقعد الناس بمعرفة ذلك، فيعتمد قوله فيه. كيف وما ذكره النويرى فى تاريخ وفاة أبى نمى يعضد قول نجم الدين الطبرى.
وذكر الذهبى: أنه كان فى أثناء السبعين. انتهى.
١٤٥ ـ محمد بن حسن بن عيسى بن محمد بن أحمد بن مسلّم ـ بتشديد اللام ـ العدنانى، الحلوى، يلقب بالجمال، ويعرف بابن العليف الشاعر:
نزيل مكة. وكان كثير الشعر يقع له فيه أشياء مستحسنة، وكانوا يغلو فى استحسانها، بحيث يفضل نفسه فيها على المتنبى وأبى تمام. وعيب عليه ذلك مع أشعار له تدل على غلوه فى التشيع.
وكان بينه وبين يحيى النشوشا، شاعر مكة مهاجاة، أقرع فيها النشوشا عليه.
وله مدائح كثيرة فى جماعة من الأعيان، منهم: الأشرف صاحب اليمن، والإمام صلاح بن على الزيدى صاحب صنعاء، وأمراء مكة: الشريف عجلان بن رميثة، وأولاده الأمراء شهاب الدين أحمد، وعلاء الدين على، وبدر الدين حسن، وابن عمهم عنان بن مغامس.
وأجازه عنان على بعض قصائده فيه، وهى التى أولها:
بروج زاهرات أو مغانى
بثمانية وعشرين ألف درهم على ما بلغنى.
ونال ـ أيضا ـ من الشريف حسن صلات جيدة. وله فيه مدائح كثيرة حسنة.