مضى كتبغا خوف الحمام وقد أتت ... إليه أسود الخيل من كل جانب
وأحييته بالعفو منك وزدته ... لباس أمان من عقاب العواقب
وأحرزت ملك الأرض بالسيف عنوة ... وعبدت من فى شرقها والمغارب
توليت هذا الأمر فى خير طالع ... لأسعد نجم فى السعادة ثاقب
وكان لأبى نمى هذا من الأولاد الذكور: أحد وعشرون ذكرا، واثنى عشر أثنى. على ما ذكر الشهاب أحمد بن عبد الوهاب النويرى فى تاريخه.
وذكر: أنه مات عن هذا العدد، وعن أربع زوجات لم يسم أحدا من الأولاد. والذى عرفت اسمه من أولاد أبى نمى: حسان، وحمزة، وحميضة، وراجح، ورميثة، وزيد، وزيد آخر، وسيف، وشميلة الشاعر، وعبد الله، له ذرية بالعراق، وعبد الكريم، وعاطف، وعطاف، وعطيفة، ومقبل، ولبيدة، ومنصور، ومهدى، ونمى، وأبو دعيج، وأبو سعد، وأبو سويد، وأبو الغيث. وآخرهم وفاة: سيف. وهى تدل على: أنهم ثلاثة وعشرون ذكرا.
وأظن: أن نمى ليس ولدا لأبى نمى، وإنما كنى به لمعنى آخر، فظن ظان: أنه كنى بذلك؛ لأن له ولدا يسمى: نميا. والله أعلم.
وما ذكرناه فى عددهم يوهم خلاف ما ذكره النويرى فى عددهم، ويمكن التوفيق: بأن يكون الزائد على ما ذكره النويرى: مات قبل أبى نمى والله أعلم.
أخبرنى بمجموع ما ذكرته من أسماء أولاد أبى نمى غير واحد من أشياخنا وغيرهم. وليس كل منهم أخبرنى بهذه الأسماء، وإنما كل منهم ذكر لى بعضها، فتحصل لى من مجموع ما قالوه هذه الأسماء.
وذكر النويرى: أنه توفى فى رابع صفر سنة إحدى وسبعمائة.
وذكر وفاته فى هذا التاريخ قاضى مكة نجم الدين الطبرى، بزيادة فوائد تتعلق بأبى نمى هذا. ولنذكر كلامه بنصه لذلك.
قال ـ فى كتاب كتبه إلى بعض أهل اليمن بخطه، يخبر فيه بوفاة أبى نمى، وغير ذلك ـ:
أن أبا نمى حم فى ليلة الأحد العشرين من المحرم، وكان معه خرّاج فى مقاعده، وفى مواضع من بدنه، فلم يزل مريضا حتى مات فى يوم الأحد رابع صفر وغسل بالحديد،