المعروف بالأسود ـ وهو المستنصر بالله أبو القاسم أحمد بن الظاهر محمد بن الناصر العباسى، لما بويع بالخلافة بمصر فى سنة تسع وخمسين وستمائة بعد مقتل ابن أخيه المستعصم عبد الله بن المستنصر منصور بن الظاهر العباسى ـ النظر فى مصالح المسجد الحرام، وأمر الأوقاف والربط بمكة، وإظهار شعار خلافته بمكة وغيرها، وغير ذلك، كما سيأتى ذلك أبين من هذا، لأنا وجدنا توقيعا عن الخليفة المستنصر المذكور، فيه ما نصه:«وبعد، فإنه لما أراد الله تعالى إلينا أمر المسلمين، وأقامنا أئمة للخلق أجمعين، وجعلنا خلفاء بلاده، ونوابه فى عباده، ألهمنا الله العدل المزلف لديه، ووقفنا للعمل المقرب إليه بفضله وكرمه، ولما وصل الشيخان الأجلان الأمينان الصدران الكبيران العدلان المرتضيان، وليا دولتنا ومجيبا بيعتنا: وجيه الدين عبد الرحمن بن عبد المعطى، وابن أخيه شرف الدين عبد المعطى بن أحمد بن عبد المعطى الأنصاريان إلينا، وحضرا إلينا، أرانا الله الصواب، أن نقلد أمر الحرم الشريف بمكة شرفها الله تعالى إليهما، ونعتمد عليهما فى الاهتمام بمصالحه والقيام بعمارته، وكذلك أمر الربط والمدارس والأوقاف بمكة شرفها الله تعالى، وحضورهما للخطبة لنا، والسكة باسمنا، والسبيل والمحمل، وصعود الأعلام العباسية المنصورة إلى جبل عرفات، قبل أعلام زعماء البلاد من جميع الجهات، وأذنا لهما أن يستنيبا من شاءا، وأن يكاتبا زعماء الحجاز واليمن وسائر البلاد بالطاعة لله ورسوله، ولأمير المؤمنين، أعز الله أنصاره، بإجابة بيعته وطاعة دعوته، وأخذ البيعة له، وعلى من يليه من الرعايا، وإقامة الخطبة، وضرب السكة باسمه. والحمد لله وحده. انتهى.
[١٧٥٦ ـ عبد الرحمن بن عبد المعطى]
العطار بمكة. توفى فى آخر شعبان سنة خمس وسبعين وستمائة، ببلاد ثقيف من وادى الطائف.
كتبت هذه الترجمة، من تعاليق الميورقى، ولعله الأول. والله أعلم.
[١٧٥٧ ـ عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن عبد الله بن أسعد اليافعى، زين الدين، أبو النجيب، بن الشيخ تاج الدين، بن الشيخ عفيف الدين المكى]
ولد فى سنة ثمانمائة، أو فى أول التى قبلها، أو فى أول التى بعدها، وحفظ القرآن العظيم، «والمنهاج» فى الفقه وغيره.