ذى القعدة سنة تسع عشرة وستمائة، وبخط عبد الله بن محمد بن أبى بكر الطبرى، وترجمه: بالفقيه الإمام، إمام مقام المالكية. ولم أتحقق متى كانت ولايته للإمامة، لأنّى وجدت بخط الجدّ أبى عبد الله الفاسى، ورقة ذكر فيها وفاته ومولده: وأخبرنى أبو المعالى محمد بن شيخنا أبى بكر محمد بن أحمد القسطلانى، وهو ابن ابنته، أنه صلّى فى مقام المالكية سنة ست عشرة وستمائة.
ووجدت بخط جدى على بن أبى عبد الله الفاسى أنه ولى الإمامة فى سنة أربع عشرة، بعد امتناعه منها، وإكراهه عليها، والله أعلم بالصواب.
وكانت وفاته بين الظهر والعصر، من يوم الأربعاء رابع صفر سنة أربع وأربعين وستمائة بمكة، ومولده فى السابع عشر من شوال، سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة، كذا وجدت بخط الجد أبى عبد الله، وذكر أنه وجد ذلك بخط شيخه أبى بكر القسطلانى، يعنى قطب الدين، ووجدت أنا ذلك بخط أبى بكر المذكور.
وأخبرنى شيخنا عبد الرحمن بن أبى الخير الفاسى، أن الإمام تقىّ الدين القسطلانى، كان يحفظ «الجواهر» لابن شاس، وأنه كان جالسا عند سيدى الشيخ خليل المالكى، فجاء إليه شيخنا شمس الدين بن سكر بشيء ترجمه فيه وترجم أباءه، وقرأ ذلك عليه، فلما وصل إلى تراجم الإمام أبى البركات عمر هذا، قال الشيخ خليل: إنه فوق ذلك. انتهى.
ومن المشهور أن شيخنا ابن سكر، يبالغ غالبا فى ألقاب آحاد الناس، فما بالك بالإمام أبى البركات عمر القسطلانى على جلالة قدره! ومن المعلوم ورع الشيخ خليل المالكى، رحمهم الله تعالى ونفعنا بهم.
أنشدنى غير واحد من شيوخى إذنا، عن الحافظين: قطب الدين عبد الكريم بن عبد النور الحلبى، وأبى الفتح محمد بن محمد بن سيد الناس اليعمرىّ، إجازة إن لم يكن سماعا، قالا: أنشدنا الإمام قطب الدين أبو بكر محمد بن أحمد بن القسطلانى، إمام المالكية بمكة المشرفة، قال: أنشدنا أبو الحسين بن جبير الكيلانى [من الكامل]:
نزل البلاء بجسم كلّ من هو ... متفلسف فى دينه متزندق
بالمنطق اشتغلوا فقيل حقيقة ... إن البلاء موكل بالمنطق
نقلت هذين البيتين من خط جدى أبى عبد الله الفاسى، وذكر أنه وجدهما بخط شيخه أبى بكر القسطلانى، قال: وأظن أنى سمعت منه من غير تحقيق.