أمير مكة والمدينة، وصاحب مصر والشام، وغير ذلك من البلاد، يكنى أبا عبد الملك، وقبل أبا القاسم، وقيل أبا الحكم.
ولد بمكة، وقيل بالطائف، على عهد النبى صلى الله عليه وسلم، سنة اثنتين من الهجرة على ما قيل. وقيل ولد يوم أحد، قاله مالك. وقيل ولد يوم الخندق، ولم يسمع من النبىصلى الله عليه وسلم.
وقد روى عن النبى صلى الله عليه وسلم حديث الحديبية بطوله، وروى عن زيد بن ثابت، وعبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث، وعثمان بن عفان، وعلى بن أبى طالب، وأبى هريرة، وبسرة بنت صفوان.
روى عنه سعيد بن المسيب، وسهل بن سعد الساعدى، وابنه عبد الملك، وجماعة.
روى له الجماعة، إلا مسلما.
وذكر ابن عبد البر، أنه لم ير النبى صلى الله عليه وسلم، لأنه خرج إلى الطائف طفلا لا يعقل، قال: وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان قد نفى أباه الحكم إليها، فلم يزل بها حتى ولى عثمان ابن عفان، فرده عثمان، فقدم المدينة هو وولده فى خلافة عثمان، وتوفى أبوه، فاستكتبه عثمان رضى الله عنه، وكتب له فاستولى عليه إلى أن قتل عثمان رضى الله عنه.
ثم قال ابن عبد البر: وكان معاوية لما صار الأمر إليه، ولاه المدينة، ثم رجع له إلى المدينة مكة والطائف، ثم عزله عن المدينة سنة ثمان وأربعين، وولاها سعيد بن أبى العاص، فأقام عليها أميرا إلى سنة أربع وخمسين، ثم عزله وولىّ مروان، ثم عزله، وولىّ الوليد بن عتبة، انتهى.
وكان مروان بعد موت معاوية بن يزيد بن معاوية بن أبى سفيان، أجمع على المسير لابن الزبير بمكة، ليبايعه بالخلافة، ويأخذ منه الأمان لبنى أمية، فلواه عن ذلك عبيد الله ابن زياد، لما قدم من العراق هاربا، وعاب ذلك عليه كثيرا، وأعانه عليه بعض أعراب الشام اليمانية، لأنهم كرهوا انتقال الخلافة من الشام إلى الحجاز، وكان رئيسهم حسان ابن مالك بن بحدل الكلبى سيد قحطان، يطلب الخلافة لخالد بن يزيد بن معاوية، لأنه من أخوال أبيه، فأماله أصحابه عن ذلك لصغر خالد، وحملوه على المبايعة لمروان، على شروط يلتزمها مروان لحسان وخالد، منها: أن تكون إمرة حمص لخالد، وأن تكون له الخلافة بعد مروان، وأن لا يفصل أمرا دون حسان وقومه، فبايعوه على ذلك، لثلاث خلون من ذى القعدة سنة أربع وستين بالجابية.