مكة والمدينة والطائف، بعد أن عزل عن ذلك عبد الواحد النصرى، وأنه قدم المدينة يوم الجمعة لسبع عشرة مضت من جمادى الآخرة من سنة ست ومائة.
وفى هذه السنة: ولى ذلك وحج بالناس، وهو على ولايته لذلك فى سنة سبع ومائة، وفى سنة ثمان ومائة، وفى سنة تسع ومائة، وفى سنة عشر ومائة، وفى سنة إحدى عشرة ومائة، وهو على ولايته فى هذه السنين كلها.
وذكر ابن جرير: أنه عزل عن ذلك فى سنة أربع عشرة ومائة، وأنه حج بالناس فى سنة خمس ومائة، فأرسل إلى عطاء بن أبى رباح، يقول له: متى أخطب بمكة؟ . فقال: بعد الظهر قبل التروية بيوم. فخطب قبل الظهر وقال: أمرنى رسولى بهذا عن عطاء. فقال عطاء: ما أمرته إلا بعد الظهر، فاستحيى إبراهيم يومئذ، وعدوه منه جهلا.
وذكر ابن جرير: أنه فى سنة تسع ومائة، خطب بمنى الغد من يوم النحر بعد الظهر، فقال: سلونى فأنا ابن الوحيد، لا تسألون أحدا أعلم منى. فقام إليه رجل من أهل العراق، فسأله عن الأضحية أواجبة هى (أم مستحبة)؟ فما درى ما يقول، فنزل.
وذكر ابن الأثير ما يوافق ما ذكره ابن جرير، فى ولاية إبراهيم بن هشام وحجه بالناس، وهو على ولايته فى السنين المذكورة، وأنه حج بالناس فى سنة اثنتى عشرة على قول، وفى سنة ثلاث عشرة على قول.
وذكر ما يقتضى أنه كان فى هاتين السنتين على ولايته. وذكر فى خطبته بمكة ومنى ما يوافق ما ذكره ابن جرير.
وقال العتيقى: وحج بالناس سنة خمس ومائة، إبراهيم بن هشام بن إسماعيل المخزومى، ثم قال: وأقام الحج للناس سنة سبع ومائة، وثمان ومائة، وتسع ومائة، وعشر ومائة، وإحدى عشرة ومائة، وثنتى عشرة ومائة، ست حجج ولاء، إبراهيم بن هشام ابن إسماعيل، وذكر ما يقتضى أن غيره حج بالناس فى سنة ثلاث عشرة ومائة.
وذكر الفاكهى ولايته لمكة وشيئا من خبره؛ لأنه قال بعد ذكره لولاية أخيه محمد بن هشام: وكان من ولاة مكة أيضا، أخوه إبراهيم بن هشام.
حدثنا محمد بن أبى عمر قال: ثنا سفيان عن ابن أبى حسين، قال: لقينى طاوس، فقال: ألا ينتهى هذا ـ يعنى إبراهيم بن هشام ـ عما يفعل؟ ، إن أول من جهر بالسلام أو بالتكبير عمر رضى الله عنه، فأنكرت الأنصار ذلك، فقال: أردت أن يكون إذنا.