للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الزبيرى، وابن أخيه الزبير بن بكار. وقال محمد بن سعد: عن محمد بن عمر، يعنى الواقدى: حدثنى سليط بن مسلم عن عبد الله بن عكرمة، قال: لما كان يوم الفتح دخل الحارث بن هشام، وعبد الله بن أبى ربيعة، على أم هانئ بنت أبى طالب، فاستجارا بها، وقالا: نحن فى جوارك، فأجارتهما، فذكر الحديث.

وقال: قال الحارث بن هشام: وجعلت أستحيى أن يرانى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأذكر رؤيته إياى فى كل موطن مع المشركين. ثم أذكر برّه ورحمته وصلته. فألقاه وهو داخل إلى المسجد. فتلقانى بالبشر، ووقف حتى جئته وسلمت عليه. وشهدت شهادة الحق. فقال: الحمد لله الذى هداك، ما كان مثلك يجهل الإسلام. قال الحارث: فوالله ما رأيت مثل الإسلام جهل! .

قال محمد ابن عمر: وشهد الحارث بن هشام مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنينا، وأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم من غنائم حنين مائة من الإبل. قال: وقال أصحابنا: لم يزل الحارث بن هشام مقيما بمكة بعد أن أسلم، حتى توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو غير مغموص عليه فى إسلامه. فلما جاء كتاب أبى بكر الصديق رضى الله عنه، يستنفر المسلمين إلى غزو الروم، قدم الحارث بن هشام وعكرمة بن أبى جهل، وسهيل بن عمرو، على أبى بكر الصديق رضى الله عنه المدينة، فأتاهم فى منازلهم، فرحب بهم وسلم عليهم، وسرّ بمكانهم، ثم خرجوا مع المسلمين غزاة إلى الشام. فشهد الحارث فحل وأجنادين. ومات بالشام فى طاعون عمواس. فتزوج عمر بن الخطاب رضى الله عنه ابنته أم حكيم بنت الحارث بن هشام، وهى أخت عبد الرحمن بن الحارث، فكان عبد الرحمن يقول: ما رأيت ربيبا خيرا من عمر بن الخطاب رضى الله عنه.

وقال عبد الله بن المبارك، عن الأسود بن شيبان السدوسى، عن أبى نوفل بن أبى عقرب: خرج الحارث بن هشام من مكة للجهاد فجزع أهل مكة جزعا شديدا. فلم يبق أحد يطعم، إلا خرج يشيعه، حتى إذا كان بأعلى البطحاء، أو حيث شاء الله من ذلك، وقف ووقف الناس حوله يبكون.

فلما رأى جزع الناس، قال: أيها الناس، إنى والله ما خرجت رغبة بنفسى عن أنفسكم، ولا اختيار بلد عن بلدكم. ولكن كان هذا الأمر، فخرجت فيه رجال من قريش، والله ما كانوا من ذوى أسنانها ولا فى بيوتاتها، فأصبحنا والله لو أن جبال مكة ذهبا، فأنفقناها فى سبيل الله، ما أدركنا يوما من أيامهم، وايم الله لئن فاتونا به

<<  <  ج: ص:  >  >>