للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فإن تقتلوا سلمان نقتل حبيبكم ... وإن ترحلوا نحو ابن عفان نرحل

وكان معاوية رضى الله عنه، وجهه فى جيش لنصرة عثمان بن عفان رضى الله عنه حين حصر. فلما بلغ وادى القرى، بلغه مقتل عثمان رضى الله عنه فرجع. وقد ذكره حسان بن ثابت فقال (٤) [من البسيط]:

إلا تبوءوا بحق الله تعترفوا (٥) ... بغارة عصب من خلفها عصب

فيهم حبيب شهاب الموت (٦) يقدمهم ... مشمرا قد بدا فى وجهه الغضب

انتهى.

روينا أن الحسن بن على رضى الله عنهما قال لحبيب بن مسلمة فى بعض خرجاته بعد صفين: يا حبيب، رب مسير لك فى غير طاعة الله. فقال له حبيب: أما إلى أبيك فلا. فقال له الحسن رضى الله عنه: بلى، والله، ولقد طاوعت معاوية على دنياه وسارعت فى هواه، فلئن كان قام بك فى دنياك، لقد قعد بك فى دينك، فليتك إذا أسأت الفعل أحسنت القول، فتكون كما قال الله تعالى: (وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلاً صالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً) [التوبة: ١٠٢]. ولكنك كما قال الله تعالى: (كَلَّا بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ) [المطففين: ١٤].

ذكر هذا الخبر صاحب الاستيعاب، وقال: قال سعيد بن عبد العزيز: كان حبيب بن مسلمة فاضلا مجاب الدعوة. انتهى.

واختلف فى وفاته، فقيل سنة إحدى وأربعين، قاله الهيثم بن عدى، وأبو الحسن المداينى. وقيل سنة اثنتين وأربعين، قاله أبو عبيدة القاسم بن سلام، وخليفة بن خياط، ومحمد بن سعد، وغير واحد.

وذكر ابن سعد: أنه مات بأرمينية، ولم يبلغ خمسين سنة. وقيل إنه مات بدمشق.

وذكر الواقدى: أن حبيبا يوم توفى النبى صلى الله عليه وسلم، ابن اثنتى عشرة سنة.

وذكر أن حبيبا كان حين غزا النبى صلى الله عليه وسلم تبوك، ابن إحدى عشرة سنة. وهذا يخالف ما ذكره أولا، والله أعلم. وأمه فهرية.


(٤) انظر ديوان حسان بن ثابت ٣٠، ٣١.
(٥) فى الديوان: إلا تنيبوا لأمر الله تعترفوا.
(٦) فى الديوان: الحرب

<<  <  ج: ص:  >  >>