للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفى الكتاب بيتان من نظم الأديب الكبير تقى الدين أبى بكر بن حجة الحموى. وهما [من الطويل]:

أيا ملكا بالله أضحى مؤيدا ... ومنتصبا فى ملكه نصب تمييز

كسرت بمسرى نيل مصر وتنقضى ... وحقّك بعد الكسر أيام نوروز

وفى هذين البيتين من الكياسة، والتورية بالنوروز الذى يكون بإثر كسر النيل ـ وهو يوم مشهور عند المصريين، لما يقع فيه من المجون ـ ونوروز الذى كان أميرا بالشام وقتله السلطان، ويقال له نوروز. وفيهما من الكياسة أيضا، صحة الاتفاق المقول، فإنه قد لا يتمّ الظّفر بنيروز فتّم.

وكان السيد حسن فى موسم سنة سبع عشرة، تخوف من أمير الحاج المصرى، وتوقف عن ملاقاة المحمل بنفسه. فما قنع منه أمير الحاج بغير حضوره بنفسه. فوافق على ذلك، لما أن لم يجد منه بدّا، بعد أن توثق من أمير الحاج، والتزم له مما يحسن من الخدمة وللسلطان، بثمن ما أخذه من الغلة التى بعثها السلطان للبيع، وخلع عليه الأمير وعلى ولديه لما خدموا على العادة، ثم حصل بينهما نفرة؛ لأن أمير الحج أدب بعض غلمان القواد العمرة، على حمله السلاح بمكة، لنهيه عن ذلك، وتشفع مواليه فى إطلاقه بالسيد حسن عند أمير الحاج، فأبى أن يطلقه، فهجم جماعة منهم المسجد الحرام، راكبين خيولهم لابسين سلاحهم، فقاتلهم الحاج حتى أخرجوهم من المسجد، وظن أمير الحاج أن الشريف حسن ينضم إليه، فقدر أنه انضم إلى المذكورين بالطّنبداوية، ولكنه منعهم من التعرض للحاج، ولولا ذلك لتم على الحاج بلاء عظيم، فسبحان المسلّم، وأدخل الأمير خيله إلى المسجد. فباتت به حتى الصباح، وسمّر أبوابه خلا باب بنى شيبة والدّريبة وباب المجاهدية.

وأوقدت فيه المشاعل ثم فتحت؛ لأن السيد حسن بعث ولده السيد أحمد، إلى أمير الحج مطمّنا له، فخلع عليه وأطلق مولى القواد، وأعرض السيد حسن عن الحج فى هذه السنة بغالب عسكره، وكذا القواد. فقام بحفظ الحاج من أهل مكة وغيرهم أمراء الحاج.

وأصاب بعض الحجاج نهب فى توجههم إلى عرفة، وغالب المنهوبين من أهل مكة واليمن، لتخلفهم بمكة إلى الظهر.

وكان الحجاج توجهوا منها بعد طلوع الشمس. ولما نفر الحاج من منّى وطافوا

<<  <  ج: ص:  >  >>