بقرب مكة ينتظر توجه الركب، ويدخل مكة، فساروا جميعا، فأدركوا ولده السيد بركات وجماعة من الفرسان معه، فانهزموا وأنذروا السيد حسنا، فانهزم على الفور هو ومن معه، وأدرك الترك بعض القواد فقتلوه وسافر الحاج.
وسبب نزول السيد حسن لمكة: أن الخواجا أبا بكر التّوزرى مشى فى الباطن مع السيد ميلب، وأرسله إلى السيد حسن يبشّره فى الباطن بالبلاد، وأن الخلعة وصلت مع الحاج له، وأن أمير الحاج ينتظر إلى وقت الرحيل، ويبعث له التشريف فيلبسه ويدخل مكة، فظن الأمر صحيحا، وهو فى الحقيقة خداع، ليحصل فى القبضة، فسلمه الله من هذه الحيلة.
ثم فى جمادى الآخرة سنة ثمان وعشرين وثمانمائة، خرج الأمير قرقماس من مكة بمن معه فى طلب السيد حسن، حتى بلغوا حلى من أطراف اليمن، فلم يقابلهم، مع قوته وكثرة من معه، بل تركهم وتوجه نحو نجد، تنزها عن الشر وكراهة للفتنة. فعاد الأمير قرقماس ومن معه إلى مكة، فى عشرى جمادى الآخرة.
وفيها عزل السيد على بن عنان عن إمرة مكة، ورسم السلطان الأشرف برسباى، بطلب السيد حسن إلى الأبواب الشريفة، وتقدم له بذلك القاضى نجم الدين بن ظهيرة، من عقبة أيلة، ومعه دوادار أمير المحمل فى هذا العام الأمير تغرى بردى المحمودى، فذهبا إلى السيد حسن، وأخبراه برضى السلطان عنه، وبشراه بالبلاد، إن قابل المحمل ووطئ البساط، وطيبا خاطره، فبعث معهما ولده السيد بركات، فاجتمع بأمير الحاج، وقد دخل بطن مرّ، فى ثامن عشر القعدة، فسر بقدومه. ودخل به معه مكة، أول ذى الحجة، وحلف له بين الحجر الأسود والملتزم، أن أباه لا يناله مكروه من قبله ولا من قبل السلطان، فعاد إلى أبيه وقدم به معه مكة، يوم الأربعاء ثامن ذى الحجة، وخرج للقائه أمير الحاج والأمير قرقماس والأمير الأول وغيرهم من الأعيان، ودخل معهم مكة، فابتدأ بالطواف، وحلف له أمير الحاج ثانيا، والتزم رضى السلطان عليه، وطيّب خاطره وألبسه التشريف السلطانى، وقرره فى إمارة مكة على عادته، ثم خرج بعد الفراغ من الطواف إلى صوب المدرسة المنصورية، وهى عند باب العمرة، فسلم على خوند زوجة السلطان الأشرف. وكانت ضعيفة، وتوفيت بالمدينة الشريفة بعد الفراغ من الحج ورجوعهم، ثم حج الشريف حسن فى محفة أعطاها له أمير الحاج، وحج الناس وهم طيبون، وتوجه السيد حسن إلى القاهرة فى المحفة صحبة أمير الحاج، وصحبته عفيفة شكر، واستخلف ولده السيد بركات على مكة، وتجهز الأمير قرقماس وبعض الترك