عقبة، عن أم خالد بنت خالد، عن أبيها قالت: أبى أول من كتب: (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ).
قال الزبير: توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو عامله على اليمن. وقال: قتل يوم مرج الصّفّر شهيدا. وقال: ووهب له عمرو بن معدى كرب الصّمصامة. وقال حين وهبه أبياتا، منها قوله [من الوافر]:
حبوت به كريما من قريش ... فصنّ به وصين عن اللئام
وأمه أم خالد بنت خباب بن عبد ياليل بن ناشب بن غيرة بن سعد بن ليث بن بكر. انتهى.
وذكره ابن عبد البر، فقال: أسلم قديما بعد أبى بكر الصديق رضى الله عنه فيما قيل، فكان ثالثا أو رابعا. وقيل: أسلم مع إسلام الصديق رضى الله عنه، قاله ضمرة بن ربيعة. وقيل: كان خامسا. وهذا يروى عن أم خالد بنت خالد بن سعيد المذكور. وسئلت عمن تقدمه، فقالت: علىّ بن أبى طالب وابن أبى قحافة، وزيد بن حارثة، وسعد بن أبى وقّاص رضى الله عنهم، وذكرت ابنته أيضا، أنه هاجر فى الهجرة الثانية إلى الحبشة، وأقام بها بضع عشرة سنة، وقدم على النبى صلى الله عليه وسلم، مع جعفر بن أبى طالب رضى الله عنه فى السفينتين إلى خيبر، فكلم النبى صلى الله عليه وسلم المسلمين، فأسهموا لهم، ورجع خالد رضى الله عنه إلى المدينة مع النبى صلى الله عليه وسلم وشهد معه عمرة القضية، وفتح مكة وحنينا والطائف وتبوك، وبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم على صدقات اليمن، كذا فى رواية عن أم خالد.
وفى رواية أخرى، أن النبى صلى الله عليه وسلم، استعمل خالد بن سعيد على صدقات مذحج، واستعمله على صنعاء اليمن، فلم يزل عليها، إلى أن مات النبى صلى الله عليه وسلم. ويروى أنه وأخويه أبان وعمرا، رجعوا عن عمالتهم بعد النبى صلى الله عليه وسلم، فسألهم الصديق رضى الله عنه البقاء عليها. فقالوا: لا نعمل لأحد بعد النبى صلى الله عليه وسلم، ثم مضوا إلى الشام، فقتلوا جميعا. وكان قتل خالد بأجنادين على ما قاله ابن عقبة عن ابن شهاب، وقيل يوم مرج الصّفّر.
وسبب إسلامه، قضية رآها فى النوم، وهى أنه رأى أنه وقف على شفير النار، وأن أباه يدفعه فيها، والنبى صلى الله عليه وسلم آخذ بحقويه لا يقع، فذكرها لأبى بكر رضى الله عنه، فأشار عليه بالإسلام، فأسلم. فغضب عليه أبوه وضربه وامتنع من بره، ثم دعا خالد على أبيه بالهلاك، فاستجيب له، وذلك أن أباه مرض فقال: لئن رفعنى الله من مرضى هذا، لا يعبد إله ابن أبى كبشة بمكة أبدا، فقال خالد بن سعيد عند ذلك: اللهم لا ترفعه، فتوفى فى مرضه ذلك.