والحديث الثانى: فى سننه، حديث رقم (٣٥٤٧) من طريق: عبد الله بن عبد الرحمن، أخبرنا محمد بن عمران بن أبى ليلى، قال: حدثنى أبى، قال: حدثنى ابن أبى ليلى عن داود ابن على، هو ابن عبد الله بن عباس عن أبيه عن جده ابن عباس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ليلة حين فرغ من صلاته: «اللهم إنى أسألك رحمة من عندك تهدى بها قلبى، وتجمع بها أمرى، وتلم بها شعثي، وتصلح بها غائبى، وترفع بها شاهدى، وتزكى بها عملى، وتلهمنى بها رشدى، وترد بها ألفتى، وتعصمنى بها من كل سوء. اللهم أعطنى إيمانا ويقينا ليس بعده كفر ورحمة أنال بها شرف كرامتك فى الدنيا والاخرة. اللهم إنى أسألك الفوز فى العطاء ونزل الشهداء وعيش السعداء والنصر على الأعداء. اللهم إنى أنزل بك حاجتى وإن قصر رأيى وضعف عملى افتقرت إلى رحمتك فأسألك يا قاضى الأمور، ويا شافى الصدور، كما تجير بين البحور، أن تجيرنى من عذاب السعير، ومن دعوة الثبور، ومن فتنة القبور. اللهم ما قصر عنه رأيى ولم تبلغه نيتى ولم تبلغه مسألتى من خير وعدته أحدا من خلقك أو خير أنت معطيه أحدا من عبادك فإنى أرغب إليك فيه وأسألكه برحمتك رب العالمين. اللهم ذا الحبل الشديد، والأمر الرشيد، أسألك الأمن يوم الوعيد، والجنة يوم الخلود مع المقربين الشهود، الركع السجود، الموفين بالعهود. أنت رحيم ودود، وإنك تفعل ما تريد. اللهم اجعلنا هادين مهتدين غير ضالين ولا مضلين، سلما لأوليائك وعدوا لأعدائك، نحب بحبك من أحبك ونعادى بعداوتك من خالفك اللهم هذا الدعاء وعليك الاستجابة وهذا الجهد وعليك التكلان. اللهم اجعل لى نورا فى قبرى، ونورا فى قلبى، ونورا من بين يدى، ونورا من خلفى، ونورا عن يمينى، ونورا عن شمالى، ونورا من فوقى، ونورا من تحتى، ونورا فى سمعى، ونورا فى بصرى، ونورا فى شعرى، ونورا فى بشرى، ونورا فى لحمى، ونورا فى دمى، ونورا فى عظامى. اللهم أعظم لى نورا وأعطنى نورا واجعل لى نورا. سبحان الذى تعطف العز وقال به، سبحان الذى لبس المجد وتكرم به، سبحان الذى لا ينبغى التسبيح إلا له. سبحان ذى الفضل والنعم. سبحان ذى المجد والكرم، سبحان ذى الجلال والإكرام». قال أبو عيسى: هذا حديث غريب. لا نعرف مثل هذا من حديث ابن أبى ليلى إلا من هذا الوجه. وقد روى شعبة وسفيان الثورى عن سلمة بن كهيل عن كريب عن ابن عباس عن النبى صلى الله عليه وسلم بعض هذا الحديث ولم يذكره بطوله.