قال: وكان ولد ربيعة بن الحارث: عبد الله ومحمد والعباس، لا بقية له، وأمية وعبد شمس لا بقية له ـ وكان يقال لهم: الموره، لم يتموا اثنتين قط: ـ وعبد المطلب، وأروى ـ تزوجها حبان بن منقذ ـ وأمهم جميعا أم الحكم بنت الزبير بن عبد المطلب بن هاشم. انتهى.
وهذا الذى ذكره الزبير، من أن النبى صلى الله عليه وسلم قال:«وأول دم أضعه دم ابن ربيعة بن الحارث». ذكره ابن البرقىّ عن أبى هشام عن زياد البكّائىّ عن ابن إسحاق، وجاء ما يوهم خلافه؛ لأن النبى صلى الله عليه وسلم قال فى حجة الوداع:«وأول دم أضع، دم ربيعة بن الحارث». وهذا لا ينافى الأول؛ لأن إضافة الدم إلى ربيعة، باعتبار أنه ولى الدم؛ لأن المقتول ولد له صغير. وأما ربيعة فلم يقتل، وقد أشار إلى التوفيق بين الخبرين بما ذكرناه ابن الكلبى.
وأما قول الزبير: ومن ولد ربيعة بن الحارث: آدم بن ربيعة، كان مسترضعا فى هذيل، إلى قوله: فأصابه حجر فرضخ رأسه، فإنه يقتضى أن المقتول من ولد ربيعة، هو آدم. وذكر ذلك ابن حزم فى الجمهرة.
وذكر ابن الأثير أن ذلك خطأ؛ لأنه حكى فى اسم المقتول من ولد ربيعة، ثلاثة أقوال، أحدها: أنه آدم، وعزاه للزبير. والآخر: تمام، والآخر: إياس. ولم يعزهما، ثم قال: ومن قال إنه آدم فقد أخطأ؛ لأنه رأى: دم ربيعة. فطن أنه آدم بن ربيعة، ويقال: إن حماد بن سلمة، هو الذى غلط فيه. انتهى. وفيه نظر؛ لأنه تغليط بالوهم، والله أعلم.
وذكر ابن عبد البر فى اسم المقتول من ولد ربيعة، قولين، أحدهما: آدم، والآخر تمام، والله أعلم.
وإما ما ذكره الزبير فى أولاد ربيعة بن الحارث، فقد ذكر ابن البرقىّ فيهم ما لم يذكره الزبير؛ لأنه قال: وكان لربيعة من الولد: عبد الله وأبو حمزة، وعون وعباس وعبد المطلب وعبد شمس وجهم وعياض ومحمد والحارث. انتهى كلام ابن البرقىّ. فزاد كما ترى على الزبير ونقص، والله أعلم.
وأما قول الزبير: إن ربيعة بن الحارث كان أسن من عمه العباس، فليس فيه بيان الزيادة، وقد بينها غيره؛ لأن ابن عبد البر قال فى ترجمته: وكان ربيعة هذا أسن من العباس فيما ذكروا بسنتين. انتهى.
ـ تكرهون ولا يأذن فى بيوتكم لمن تكرهون، ألا وإن حقهن عليكم أن تحسنوا إليهن فى كسوتهن وطعامهن». قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. وقد رواه أبو الأحوص عن شبيب بن غرقدة.