فلما كان فى اليوم الثامن والعشرين منه، ركب الشريف رميثة فى جميع عسكره، ودخل مكة على الشريف عطيفة، بين الظهر والعصر. وكان الشريف عطيفة برباط أم الخليفة، الخيل والدروع والتجافيف فى العلقميّة، فلم يزالوا قاصدين إلى باب العلقميّة، ولم يكن معهم رجاجيل، فوقف على باب العلقميّة من حماها إلى أن أغلقت، والموضع ضيق لا مجال للخيل فيه، وحمت ذلك الغزو العبيد، فلم يحصل فى ذلك اليوم للشريف رميثة ظفر، وقتل فى ذلك اليوم من أصحاب رميثة، وزيره واصل بن عيسى الزباع ـ بزاى معجمة وباء موحدة وألف وعين مهملة ـ وخشيعة بن عم الزباع، ويحيى بن ملاعب، وولّوا راجعين إلى الجديد، ولم يقتل من أصحاب عطيفة غير عبد واحد أو اثنين، والله أعلم.
وذكر أن فى هذه السنة، لم يحج الشريفان رميثة وعطيفة؛ لأن رميثة أقام بالجديد وعطيفة بمكة.
وذكر ما معناه: أن رميثة وعطيفة اصطلحا فى سنة سبع وثلاثين، وأقاما مدة، ثم توجها إلى ناحية اليمن بالواديين، وترك عطيفة ولده مباركا بمكة، وترك رميثة ولده مغامسا بالجديد، وحصل بين مبارك ومغامس وحشة وقتال ظفر فيه مبارك.
وذكر أن فى هذه السنة، استدعى صاحب مصر الشريفين عطيفة ورميثة، فذهبا إلى مصر، فلزم عطيفة، وأعطى رميثة البلاد، وجاء إلى مكة.
وذكر فى أخبار سنة ثمان وثلاثين: أن الشريف رميثة كان متوليا مكة وحده إلى أن مات.
وذكر أن فى سنة أربع وأربعين وسبعمائة؛ اشترى عجلان وثقبة البلاد، من والدهما الشريف رميثة بستين ألف درهم؛ لأنه كان ضعف وكبر وعجز عن البلاد وعن أولاده، وبقى كل منهم له حكم.
وبعد ذلك توجه الشريف ثقبة إلى مصر، باستدعاء من صاحبها الصالح إسماعيل بن الملك الناصر محمد بن قلاوون، وبقى عجلان وحده فى البلاد، إلى ذى القعدة، ثم وصل مرسوم من سلطان مصر، برد البلاد على الشريف رميثة، ولزم الشريف ثقبة فى مصر. فلما علم الشريف عجلان بذلك، خرج إلى ناحية اليمن.
ثم قال: وبعد رواح الحاج، وصل الشريف عجلان من جهة اليمن ونزل الزاهر، وأقام به أياما، ثم بعد ذلك اصطلح هو وأبوه، وأخذ من التجار مالا جزيلا، وما ذكره