الذين جعل عمر ـ رضى الله عنه ـ الخلافة فيهم شورى، وأحد الأربعة من الصحابة الذين اعتزلوا الفتنة بعد عثمان بن عفان ـ رضى الله عنهم ـ وأحد الرجلين اللذين جمع لهما النبى صلى الله عليه وسلم بين أبويه، لرميهما بين يديه، وأحد الفرسان الشجعان من قريش، الذين كانوا يحرسون رسول الله صلى الله عليه وسلم فى سفره.
أسلم بعد ستة، فكان سبع الإسلام، ذكره ابن عبد البر وغيره، وقيل: بعد أربعة.
ذكره ابن الأثير، وقال: روت عنه ابنته عائشة أنه قال: رأيت فى المنام قبل أن أسلم، كأنى فى ظلمة لا أبصر شيئا، إذ أضاء لى قمر، فاتبعته، فكأنى أنظر إلى من سبقنى إلى ذلك القمر، فأنظر إلى زيد بن حارثة، وإلى علىّ بن أبى طالب، وإلى أبى بكر ـ رضى الله عنهم ـ وكأنى أسائلهم: متى انتهيتم إلى هاهنا؟ قالوا: الساعة. وبلغنى أن رسول اللهصلى الله عليه وسلم، يدعو إلى الإسلام مستخفيا، فلقيته فى شعب أجياد، قد صلى العصر فأسلمت، فما تقدمنى أحدا إلا هم. انتهى.
وقال ابن المسيب، عن سعد: ما أسلم أحد إلا فى اليوم الذى أسلمت فيه، ولقد مكثت سبعة أيام، وإنى لثالث الإسلام. انتهى. نقله الحافظ ابن حجر وهو يدل على أنه أسلم بعد اثنين، والله أعلم.
وكان عمره لما أسلم، سبع عشرة سنة، كذا ذكره غير واحد من المتأخرين، منهم: ابن الأثير والنووى، وجزم بأنه أسلم بعد أربعة.
ونقل ابن عبد البر، عن الواقدى، عن سلمة، عن عائشة بنت سعد، عن سعد قال: أسلمت وأنا ابن تسع عشرة سنة، كذا وجدته فى الاستيعاب، التاء مقدمة على السين وفوقها نقطتان، ولعل ذلك تصحيف من الناسخ، فإنى رأيته فى تذهيب الكمال بتقديم السين، ورأيته فى نسخة من مختصره للذهبى، بتقديم التاء. والله أعلم.
قال ابن عبد البر: وروى عنه أنه قال: أسلمت قبل أن تفرض الصلوات. ثم قال: وهو أول من رمى بسهم فى سبيل الله عزوجل، وذلك فى سرية عبيدة بن الحارث، وذكر له شعرا فى ذلك، منه [من الوافر]:
فما يعتدّ رام من معد ... بسهم مع رسول الله قبلى
انتهى. وهو أول من أراق دما فى سبيل الله تعالى؛ لأن ابن إسحاق قال فى رواية يونس بن بكير: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا صلوا ذهبوا إلى الشّعاب، فاستخفوا بصلاتهم من قومهم، فبينا سعد بن أبى وقاص ـ رضى الله عنه ـ فى نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فى شعب من شعاب مكة، ظهر عليهم نفر من المشركين، فناكروهم