وفى الترمذى (٥) عن جابر ـ رضى الله عنه ـ قال: أقبل سعد، فقال رسول اللهصلى الله عليه وسلم:«هذا خالى فليرينى امرؤ خاله» انتهى.
قال ابن الأثير: وإنما قال هذا؛ لأن سعدا زهرى، وأم النبى صلى الله عليه وسلم زهريّة، وهو ابن عمها، فإنها آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة، يجتمعان فى عبد مناف بن زهرة، وأهل الأم الأخوال. انتهى.
ولسعد ـ رضى الله عنه ـ أحاديث كثيرة، عن النبى صلى الله عليه وسلم. وقد ذكر النووى عددها فقال: روى له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مائتان وسبعون حديثا، اتفق البخارى ومسلم منها على خمسة عشر، وانفرد البخارى بخمسة، ومسلم بثمانية عشر. روى له الجماعة. وقال النووى: وهو من المهاجرين الأولين، هاجر إلى المدينة قبل قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وكان يقال له فارس الإسلام. انتهى.
شهد سعد ـ رضى الله عنه ـ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدرا وسائر المشاهد، وأمره النبى صلى الله عليه وسلم على سرية الخرار، وأمره عمر ـ رضى الله عنه ـ على الجيوش التى أنفذها لقتال الفرس، ففتح القادسية، وجلولاء، ومدائن كسرى. وكان بعضهم يسمى جلولاء فتح الفتوح، وسميت جلولاء، لما تجللها من الشر، وبلغت الغنائم عشر ألف ألف، وقيل ثلاثين ألف ألف. وكلام ابن الأثير يقتضى أنه ولى العراق لعمر ـ رضى الله عنه ـ وفيما ذكره إيضاح لما ذكرناه من خبره وغير ذلك. فنذكر ذلك لما فيه من الفائدة، قال: واستعمل عمر بن الخطاب سعدا على الجيوش الذين سيرهم لقتال الفرس، وهو كان أمير الجيش، الذين هزموا الفرس بالقادسية، وبجلولاء. أرسل بعض الذين عنده فقاتلوا الفرس بجلولاء وهزموهم، هو الذى فتح المدائن ـ مدائن كسرى ـ بالعراق. وهو الذى بنى الكوفة وولى العراق، ثم عزله. ولما حضرت عمر ـ رضى الله عنه ـ الوفاة، جعله أحد أصحاب الشورى، وقال: إن ولى سعد الإمارة فذاك، وإلا فأوصى الخليفة بعدى أن يستعمله، فإنى لم أعزله من عجز ولا خيانة. فولاه عثمان ـ رضى الله عنه ـ الكوفة ثم عزله، واستعمل الوليد بن عقبة بن أبى معيط. انتهى.
ولم يذكر ابن عبد البر لسعد بن أبى وقاص ولاية إلا الكوفة. ولم يذكر أن عمرا أوصى باستعماله، وإنما ذكر وصيته بالاستعانة به. وفيما ذكره نكت من خبره يحسن
(٥) فى سننه، كتاب المناقب، حديث رقم ٣٦٨٥، وقال: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث مجالد وكان سعد بن أبى وقاص من بنى زهرة وكانت أم النبى صلى الله عليه وسلم من بنى زهرة فلذلك قال النبى صلى الله عليه وسلم: هذا خالى.