فى «مجابى الدعوة» لابن أبى الدنيا، وذكرنا أكثرها بالمعنى والاختصار.
قال ابن عبد البر: وروى الليث بن سعد، عن عقيل، عن ابن شهاب، أن سعد بن أبى وقاص ـ رضى الله عنه ـ لما حضره الموت، دعا بخلق، جبّة له من صوف، فقال: كفنونى فيها، فإنى كنت لقيت المشركين فيها يوم بدر وهى علىّ. وإنما كنت أخبؤها لهذا اليوم، فكفن فيها.
وقال ابن عبد البر: ومات سعد بن أبى وقاص ـ رضى الله عنه ـ فى قصره بالعقيق، على عشرة أميال من المدينة، وحمل إلى المدينة على رقاب الرجال، ودفن بالبقيع، وصلى عليه مروان بن الحكم. انتهى.
وقد اختلف فى تاريخ موته، فقيل سنة خمس وخمسين، نقله ابن عبد البر وابن الأثير عن الواقدى. ونقله صاحبنا الحافظ ابن حجر، عن إبراهيم بن المنذر، وابن سعد، وأبى بكر بن حفص بن عمر بن سعد.
وقيل سنة أربع وخمسين، نقله ابن عبد البر، عن الزبير والحسن بن عثمان وعمرو بن على الفلّاس. وقيل سنة ثمان وخمسين، نقله ابن عبد البر، عن أبى سعد، على ستة أقوال. ونقله ابن الأثير عن أبى نعيم الفضل بن دكين. وقيل توفى سنة إحدى وخمسين. وقيل سنة سبع وخمسين. حكى هذه الأقوال الثلاثة المزى فى التهذيب ولم يعزها. وذكر أن القول بوفاته سنة خمس وخمسين هو المشهور، ولم يذكر فى وفاته القول بأنها فى سنة أربع وخمسين.
واختلف فى سنّة على أربعة أقوال، فقيل توفى وهو ابن أربع وسبعين، قاله الفلاس. وقيل توفى وهو ابن ثلاث وثمانين، ذكره أبو زرعة، عن أحمد بن حنبل. نقل هذين القولين، ابن عبد البر والمزى، إلا أن المزى لم يعز واحدا منهما. وقيل توفى وهو ابن اثنتين وثمانين سنة. نقله المزى ولم يعزه. وقيل توفى وهو ابن ثلاث وسبعين، نقله الحافظ ابن حجر، وكلامه يوهم أن المزى ذكره. ولم أره فى كتابه، وإنما فيه بعد الأقوال فى تاريخ وفاته: وهو ابن بضع وسبعين، وقيل أربع وسبعين. انتهى.
والبضع لا يلتزم الثلاث وإن صدق عليها، والله أعلم.
واختلف فى صفته، فقال ابن الأثير: قال إسماعيل بن محمد: كان سعد آدم طوالا أفطس. وقيل: كان قصيرا دحداحا غليظا، ذا هامة، شثن الأصابع، قالته ابنته عائشة. انتهى.
ونقل القول الأخير فى صفته، الحافظ ابن حجر عن إبراهيم بن المنذر، وزاد فى