عام واحد، فى سنة ثمان وخمسين، وكانت بينهما جمعة. ومات سعيد قبل ابن عامر.
وقال البخارى: قال مسدد: مات سعيد بن العاص، وأبو هريرة، وعائشة، وعبد الله ابن عامر، سنة سبع أو ثمان وخمسين. قال: وقال غيره: مات سعيد سنة سبع وخمسين. وقال الهيثم بن عدى: مات سنة سبع وخمسين. وقال أبو معشر المدنى: مات سنة ثمان وخمسين. وقال خليفة بن خياط: سنة تسع وخمسين.
قال الزبير: ومات سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية، فى قصره بالعرصة، على ثلاثة أميال من المدينة، ودفن بالبقيع، وأوصى إلى ابنه عمرو والأشدق، وأمره أن يدفن بالبقيع، وقال: إن قليلا بى عند قومى فى برّى لهم أن يحملونى على رقابهم من العرصة إلى البقيع. ففعلوا، وأمر ابنه عمرا، إذا دفنه، أن يركب إلى معاوية، فينعاه ويبيعه منزله بالعرصة، وكان منزلا قد اتخذه سعيد، وغرس فيه النخل، وزرع فيه قصرا معجبا، ولذلك القصر يقول أبو عطيفة عمرو بن الوليد بن عقبة:
القصر ذو النخل فالجماء فوقهم ... أشهى إلى النفس من أبواب جبرون
وقال لابنه عمرو: إن منزلى هذا ليس هو من العقد، إنما هو منزل نزهة، فبعه من معاوية واقض عنى دينى ومواعيدى، ولا تقبل من معاوية قضاء دينى، فتزودنيه إلى ربىعزوجل.
فلما دفنه عمرو بن سعيد، وقف للناس بالبقيع فعزوه، ثم ركب رواحله إلى معاوية، فقدم إلى معاوية، فنعاه له أول الناس، فاسترجع معاوية، ثم ترحم عليه وتوجع لموته، ثم قال: هل ترك من دين؟ قال: نعم. قال: وكم؟ قال: ثلاثمائة ألف درهم، قال: هى علىّ. قال: قد أبى ذلك، وأمرنى أن أقضى عنه من أمواله، أبيع ما استباع منها، قال: فعرضنى ما شئت. قال: أنفسها وأحسنها إلينا وإليه فى حياته، منزلة بالعرصة. فقال له معاوية: هيهات، لا تبيعون هذا المنزل. انظر غيره. قال: فما نصنع؟ نحبّ نعجّل قضاء دينه. قال: قد أخذته بثلاثمائة ألف درهم، قال: اجعلها بالوافية، يريد دراهم فارس، الدرهم زنة المثقال الذهب، قال: قد فعلت. قال: واحملها إلى المدينة. قال: وأفعل، قال: فحملها له، فقدم عمرو بن سعيد، فجعل يفرقها فى ديونه ويحاسبهم بما بين الدراهم الوافية، وهى البغلية، وبين الدراهم الحوار، وهى تنقص بالعشرة ثلاثة، كل سبعة بغلية، عشرة بالحور. روى له البخارى فى الأدب، ومسلم، وأبو داود فى المراسيل، والنسائى، وابن ماجة فى التفسير.
روى له الترمذى، عن نصر بن على، عن عامر بن أبى عامر الخزاز، عن أيوب بن موسى بن عمرو بن سعيد بن العاص، عن أبيه عن جده، عن النبى صلى الله عليه وسلم. قال: «ما نحل