سند ما نهبه إلى الجديد بوادى مرّ، وكان ما وقع منه بجدة قبل حضور بنى حسن من حلى، فلما حضروا إلى مكة، انضم إليه جمع كثير منهم، وفرق ما معه عليهم، فلم يفده ذلك فى مراده؛ لأن كل من انضم إليه من بنى حسن، له قريب أكيد مع عجلان، وقصد كل منهم التحريش بين الأخوين، لينال كل فريق مراده، ممن يلائمه من الأخوين، مع إعراض كل ممن مع الأخوين، عن أن يقع بينهم قتال بسبب الأخوين، وعرض بعد ذلك لسند مرض، مات به فى سنة ثلاث وستين وسبعمائة بالجديد، واستولى ابن أخيه عنان بن مغامس بن رميثة على خيله وسلاحه، وذهب به إلى اليمن.
ووجدت بخط بعض المكيين: أن عجلان بن رميثة، لما ولى مكة فى سنة ست وأربعين وسبعمائة، فى حياة أبيه رميثة، أعطى أخاه سند بن رميثة ثلث البلاد، بلا دعاء ولا سكة، وأنه بعد ذلك سافر إلى مصر، وقبض عليه بها، وعلى أخويه ثقبة ومغامس، حتى ينظر فى حال عجلان. انتهى بالمعنى.
ووجدت بخط بعض المكيين: أن عجلان بن رميثة، لما ولى مكة فى سنة ست وأربعين وسبعمائة، أعطى أخويه سندا ومغامسا رسما فى البلاد، وأقاما معه مدة، ثم بعد ذلك تشوش منهما، فأخرجهما من البلاد بحيلة إلى وادى مرّ، ثم أرسل إليهما أن توسعا فى البلاد. وكان الشريف ثقبة، قد توجه إلى الديار المصرية، فلحقا به بعد شهر، فلما وصلوا إلى مصر لزمهم عنده.
ووجدت بخطه أيضا: أنهم وصلوا من مصر فى سنة ثمان وأربعين وسبعمائة، فأخذوا نصف البلاد من عجلان بلا قتال. انتهى بالمعنى.
ولحمزة بن أبى بكر فى الشريف سند بن رميثة قصيدة يمدحه بها، أولها [من الطويل]:
خليلى إما جئتما ربع ثهمد ... فلا تسألاه عن غير أم معبد
وأن أنتما أبصرتما بانة الحمى ... ورسما لذات المبسم المتبدد
فأول ما تستنشدوا عن حلوله ... وتستفهما أخبار رسم ومعهد
عسى تخبر الأطلال عمن سألتما ... بما شئتما للمستهام المسهد
ومنها فى المدح:
وفى سند أسندت مدحا منضدا ... غريب القوافى كالجمان المنضد
وأن أنتما أبصرتما بانة الحمى ... ورسما لذات المبسم المتبدد
فأول ما تستنشدوا عن حلوله ... وتستفهما أخبار رسم ومعهد
عسى تخبر الأطلال عمن سألتما ... بما شئتما للمستهام المسهد
ومنها فى المدح:
وفى سند أسندت مدحا منضدا ... غريب القوافى كالجمان المنضد
هو القيل وابن القيل سلطان مكة ... وحامى حماها بالحسام المهند
وصفوة آل المصطفى طود فخرهم ... وبانى علاهم فوق نسر وفرقد