أم النفس حنت نحو نجد تذكرت ... معاهد أشجان إليها تنازع
أم استذكرت عيشا بنعمان ناعما ... فيا ليتما أيام ذاك رواجع
أم النشر من وادى العقيق شممت أم ... ضياء بدا من نحو طيبة ساطع
أم ارتحت إذ لاحت قباب حذاقبا ... فجئت إلى جيران سلع تسارع
أم الروضة الغرا هويت مزارها ... قصدت وحال دون تلك موانع
أم القبة الحسنا جمال بهائها ... سباك فبدر الحسن من تلك طالع
أضاءت به الظلماء عند طلوعه ... طراز جمال للمحاسن جامع
مقر الندى مفنى العدا علم الهدى ... جلاء الصدى من وجهه النور لامع
محمد المختار من آل هاشم ... له نسب فى ذروة المجد يانع
سلالة عز من لؤى بن غالب ... إلى أصله الفخر المؤثل راجع
بشهر ربيع لاثنتى عشرة خلت ... من الأول البدر المتمم طالع
وآمنة قد أومنت ثقل حمله ... وسعدية قد أسعدتها المراضع
وحوله للبارى سجود وللعدا ... أسود وللإعطا وفود تتابع
لأعدائه سيف وللصحب جنة ... به يتقى فى الحرب من هو شاجع
به تفخر العلياء والأرض والسما ... وكل الورى مع ذا هو المتواضع
جليس اليتامى والمساكين رافع ... لهم ولأبناء الترفع واضع
لعاص ومطواع عبوس وضاحك ... لصحب وأعدا مضر ونافع
وله [من الطويل]:
إلى كم أورى باللوى عن ربوعهم ... وعنهم أورى فى الهوى [ .... ] (٦)
أكنى بنجد عن ربا عزة ... وعن عزة أكنى بسعدى لفاهم
وكنيت عن ليلى بنعمى تسترا ... وعن بطن نعمان كنيت بناعم
وبالجزع والجرعاء والغور والنقا ... عن الخيف والبطحا وسلع وكاظم
بهند ودعد حوف واش وحاسد ... أموه عن سلمى وعن أم سالم
وليس دمى المسفوك فى المنحنى جرى ... ولكن فى وادى العقيق جرى دمى
أحن إلى ذاك الحمى عند ذكره ... كأنى بذاك الحى نيطت تمائمى
ومنها:
نبى علا فوق السماوات منصبا ... بدا نوره من قبل نشأة آدم
به الدهر أضحى ضاحكا متبسما ... عبوسا على أعدائه غير باسم
(٦) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل