قرأ عليه جماعة، منهم: أبو عبد الله الوادياشى عدة ختم، وقال: ذكر لى أن له أكثر من ستين سنة، يقرأ كتاب الله تعالى بغير أجر، إلا ابتغاء الثواب.
وذكره الذهبى فى طبقات القراء، ومنها كتبت بعض هذه الترجمة، وترجمه: بالإمام القدوة شيخ الحرم، وقال: كان من العلماء العاملين. تفقه أولا لمالك، ثم للشافعى، وكان ذا أوراد واجتهاد وأحوال، وقال: قال ابن أبى زكنون: وحدثنى أبو عبد الله الآقشهرى، قال: عتبنى الدلاصى على فترى، ثم قال: هذه الأسطوانة تشهد لى أنى صليت عندها الصبح بوضوء العتمة بضعا وعشرين سنة.
ذكره الشيخ جمال الدين أبو محمد عبد الغفار بن القاضى معين الدين أبى العباس أحمد بن عبد المجيد الشهير بابن نوح الأنصارى الخزرجى الأقصرى القوصى، فى كتابه «المنتقى من كتاب التوحيد فى سلوك طريق أهل التوحيد والتصديق والإيمان بأولياء الله تعالى فى كل زمان». وحكى عنه أخبارا حسنة دالة على عظم مقداره؛ لأنه قال: وأخبرنى الشيخ عبد الله الدلاصى بمكة شرفها الله تعالى، وهو هناك يقرئ القرآن العظيم، قال: أقمت بمكة شرفها الله تعالى ثلاثين سنة، وكان معى فقيران، كان أكلنا بعد ثلاثة أيام بخمسة أفلس مرق قمحية، أقاما معى الفقيران عشرين سنة وكملت الثلاثين سنة، وكنت أطوف كل يوم ستين أسبوعا بستين حزب قرآن إلى الظهر. وكنت أروح فى كل جمعة إلى زيارة النبى صلى الله عليه وسلم ماشيا. انتهى.
وذكره اليافعى فى تاريخه، وقال: كان من ذوى الكرامات العديدات والمناقب الحميدات، ويقال: إنه ممن سمع رد السلام من سيد الأنام عليه أفضل الصلاة والسلام، ورأيته يطوف فى ضحى كل يوم أسبوعا، بعد فراغ الطلبة وكان قد انحنى انحناء كثيرا، فإذا جاء إلى الحجر الأسود، زال ذلك الانحناء، وقبله. وكان يعد ذلك من جملة كراماته ومنها: أنه كان عنده طفل غابت أمه عنه، فبكى، فدر ثديه باللبن وأرضع ذلك الطفل حتى سكت. وله كرامات أخرى شهيرة. انتهى.
توفى ليلة الجمعة الرابع عشر من شهر المحرم سنة إحدى وعشرين وسبعمائة بمكة. ودفن بالمعلاة. ومولده فى أول رجب سنة ثلاثين وستمائة.
نقلت وفاته ومولده من تاريخ البرزالى، وذكر أنه كتب وفاته عن ابنه قطب الدين محمد، السابق ذكره.
وكان تفقه لمالك، ثم للشافعى، ولذلك قصة، وهى أنى وجدت بخط محدث اليمن نفيس الدين سليمان بن إبراهيم بن عمر العلوى، نقلا عن خط أبيه، أن الشيخ أبا عبد