التروية من هذه السنة، وكان على مكة والطائف عبيد الله بن قثم. انتهى. وإنما كان هذا موهما لولاية عبيد الله بن قثم على مكة فى زمن الهادى؛ لأنه يحتمل أن يكون كان على مكة فى أول السنة، ويحتمل أن يكون كان عليها فى آخر السنة، وعليه يصح أن يكون وليها للهادى، وعلى الأول يكون وليها للمهدى، فإن خلافته دامت إلى ثمان بقين من المحرم سنة تسع وستين ومائة.
وذكر الزبير بن بكار: أنه كان واليا على اليمامة وعلى مكة. انتهى.
وذكر الفاكهى عبيد الله بن قثم هذا، فيمن مات بمكة من الولاة.
وذكر الفاكهى مناما عجيبا، رآه عبيد الله بن قثم، يحسن إثباته هنا. ونص ما ذكره: وقال: فى وجه شعب الخوز، دار لبابة بنت علىّ، ومحمد بن سليمان بن علىّ. وفى هذه الدار كان يسكن عبيد الله بن قثم، وهو يومئذ والى مكة، مع زوجته لبابة بنت علىّ، وفيها رأى الرؤيا التى أفزعته. حدثنا أبو يحيى عبد الله بن أحمد، قال: حدثنا أبو يحيى عبد الله بن أحمد، قال: حدثنا خالد بن سالم مولى ابن صيفى المكى، قال: أخبرنى إبراهيم بن سعيد بن صيفى المخزومى ـ وكان صديقا لعبيد الله بن قثم ـ قال: أرسل إلى عبيد الله بن قثم، وهو أمير مكة نصف النهار، وكان نازلا ببئر ميمون ففى دار لبابة بنت علىّ زوجته وهى معه، فأتيته وهو مذعور. فقال: يا أبا إسماعيل، إنى والله رأيت عجبا فى قائلتى: خرج إلىّ وجه إنسان من هذا الجدار، فقال:
بينما الحى وافرون بخير ... حملوا خيرهم على الأعواد
أنا والله ميت. قال: قلت: هذا من الشيطان، قال: لا والله. قال: قلت: فيعنى غيرك؟ قال: من؟ قلت: لعل غيرك. قال: كأنك تعرض بلبابة بنت علىّ، وهى والله خير منى. قال: فو الله ما مكثنا إلا شهرا أو نحوه، حتى ماتت لبابة. فقال لى: يا أبا إسماعيل، هو ما قلت. قال: ثم أقمنا سنة، فأرسل إلى مثل ذلك الوقت، فأتيته. فقال: قد والله خرج إلى ذلك الوجه بعينه، فقال:
بينما الحى وافرون بخير ... حملوا خيرهم على الأعواد
أنا والله ميت! . قلت: لا، إن شاء الله. قال: ليس هاهنا لبابة أخرى تعللنى بها! قال: فمكثنا شهرا أو نحوه، ثم مات.
وحدثنى أبو عبيدة محمد بن محمد بن خالد المخزومى، قال: أخبرنى زكريا بن زكريا ابن مسلم بن مطر وغيره: أن عبيد الله بن قثم، وهو يومئذ والى مكة، قال: رأيت فى منامى أن رجلا واقفا بين يدى، فقال: