للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأنى أختار البعاد عن الجفا ... وبرق الثنايا عن ورود بلا رشف

وكم من محبّ ظن فى القرب راحة ... فأشرف من تلك الظنون على الحتف

بخلت وحتى بالسلام وحبذا ... رضاك وأختار الصدود على العطف

وملت إلى هجرى وقلت تهكما ... ألم تدر أن الميل من عادة العطف

عرفت بوصل العاشقين وعندما ... هويتك يالمياء حلت عن العرف

وأرسلت مع مر النسيم تحية ... فما ضر لو كانت بأنملة الطرف

ولولا هوى أصمى الفؤاد اقتحامه ... تعلقته لم ألف منى الذى ألفى

وللناس حب واحد غير أننى ... أنيف على أهل الصبابة بالضعف

فحب لما ألفيته من محاسن ... لديك ومعنى لا يحدد بالوصف

وحب بحب العامرية فهو لى ... رقى وبه من معضل الداء أستشفى

ومنها:

وهاتفة دلت عليك بسجعها ... فقلت لها أغنى العيان عن الهتف

فواعجبا حتى الحمام مطوق ... بنعماك مخضوب الأنامل والكف

فدونك من هذا الخطاب مقالة ... تطوف على الأفهام بالقرقف الصرف

حميا بأكناف الحطيم اعتصارها ... تجل عن الراووق والكأس والظرف

فلا تحسبنها كالمديح فإنها ... تحاشى بتحقيق المعانى عن الخلف

وليس بفنى المدح كلا وإنما ... مطارحة الأحباب لم تخل عن لطف

ولو أيقن المداح أن سوف يسألوا ... لما أطلقوا اسم الغزال على الخشف

ومن شعره ما أنشدناه، قال من قصيدة نبوية [من الطويل]:

رياض الهنا أما شذاك فرائح ... وأما محيا السعد فيك فمقبل

خليلة ثغر البشر أصبح باسما ... قفا وانعما هذا حبيب ومنزل

ألم تعلما أن اللقا يذهب الشقا ... ولو كان إلا طائف متمثل

ومنها:

ألا فى سبيل السالكين إلى العلا ... يلذ لهذا القلب ما يتحمل

ومنها:

على الصب أن يلقى مقاليد لبه ... ويصغى إلى أمر الغرام ويقبل

ويأتم من ليلى بأشرف وجهة ... إليها وجوه الراشدين تحول

فكم فاز فى ساحتها متأدب ... وغنى على أبوابها متطفل

<<  <  ج: ص:  >  >>