وقال الزبير: حدثنى عبد الله بن نافع بن ثابت، قال: قام مروان على المنبر، فدعا إلى بيعة يزيد، فكلمه الحسين بن علىّ، وعبد الله بن الزبير بكلام موضعه غير هذا. وقال عبد الرحمن بن أبى بكر الصديق: أهرقليّة، إذا مات كسرى، قام كسرى مكانه؟ لا تفعل والله أبدا.
قال الزبير: وحدثنى إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز الزهرى، عن أبيه، عن جده، قال: بعث معاوية إلى عبد الرحمن بن أبى بكر بمائة ألف درهم، بعد أن أبى البيعة ليزيد ابن معاوية، فردها عبد الرحمن وأبى أن يأخذها، وقال: أبيع دينى بدنياى؟ وخرج إلى مكة، فمات بها.
قال: وحدثنى زهير بن حرب، عن سليمان بن حرب، عن حماد بن زيد، عن أيوب، عن ابن أبى مليكة: أن عبد الرحمن بن أبى بكر هلك، وقد حلف أن لا يكلم إنسانا. فلما مات، قالت عائشة: يمينى فى يمين ابن أم رومان.
وذكر الزبير، أن عبد الرحمن بن أبى بكر، شقيق عائشة بنت أبى بكر رضى الله عنهم، أمهما أم رومان بنت عامر بن عويمر الآتى ذكرها.
وقال الزبير: حدثنى عمى مصعب بن عبد الله قال: وقف محكم اليمامة يوم الحديقة، فحماها، فلم يجسر عليها أحد، فرماه عبد الرحمن بن أبى بكر فقتله، فدخل المسلمون من تلك الثلمة. قال: وكان أحد الرماة. انتهى.
وقال غير الزبير: شهد بدرا مع المشركين، ثم أسلم فى هدنة الحديبية، وقيل: إنه هاجر فى فئة من قريش إلى النبى صلى الله عليه وسلم قبل الفتح، وصحب النبى صلى الله عليه وسلم وحسن إسلامه. وكان من أشجع قريش وأرماهم بسهم، وحضر اليمامة، فقتل سبعة من كبارهم، ورمى محكم اليمامة بسهم فى نحره فقتله.
وكان قد سد ثلمة من الحصن، فدخله المسلمون بعد قتله. وكان أمرا صالحا، وفيه دعابة. وكان رأى ليلى ابنة الجودى ملك دمشق، لما قدمها فى تجارة، فأعجبته، فقال:
تذكرت ليلى والسماوة دونها ... فما لابنة الجودى ليلى وماليا
ولما فتحت دمشق، أمر عمر بإعطائها له؛ فآثرها على نسائه، فشكونه إلى عائشة رضى الله عنها، فعاتبته، فقال: كأنى أرشف من أنيابها حب الرمان، وأصابها وجع بفيها، فجفاها، حتى شكت إلى عائشة رضى الله عنها.