وذكره ابن عبد البر، وقال: يكنى أبا عبد الرحمن، وقيل أبا محمد، أسلم يوم فتح مكة، واستعمله النبى صلى الله عليه وسلم على مكة يوم الفتح، حين خروجه إلى حنين، فأقام للناس الحجّ تلك السنة وهى سنة ثمان وحجّ المشركون على ما كانوا عليه. قال: فلم يزل عتّاب أميرا على مكة، حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقرّه أبو بكر رضى الله عنه عليها. فلم يزل عليها، حتى مات. وكانت وفاته ـ فيما ذكره الواقدى ـ يوم مات أبو بكر الصديق رضى الله عنه، وقال: ماتا فى يوم واحد. وكذلك يقول ولده.
وقال محمد بن سلام وغيره: جاء نعى أبى بكر الصديق رضى الله عنه إلى مكة، يوم دفن عتّاب بن أسيد بها. وكان عتّاب رجلا صالحا خيّرا فاضلا. انتهى.
وكانت وفاة الصديق رضى الله عنه، لثمان بقين من جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة. فعلى هذا تكون وفاة عتّاب فى هذا الشهر، ويحتمل أن تكون فى رجب من هذه السنة، على القول بأنه توفى يوم جاء نعى الصديق، لجواز أن يكون نعيه أتى بعد انسلاخ جمادى الآخرة.
وفى تاريخ ابن جرير، وابن الأثير، ما يقتضى أنه ولى مكة لعمر رضى الله عنه. وهذا يدلّ على أنه لم يمت فى هذا التاريخ. والله تعالى أعلم.
وفى الاستيعاب، ما يقتضى أن الصديق رضى الله عنه، عزله عن مكة، وولّاها للحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم. وهذا يخالف ما سبق من أن النبىصلى الله عليه وسلم ولاه مكة. واستمرّ واليا عليها حتى مات.
وفى مغازى موسى بن عقبة، ما يقتضى أن النبى صلى الله عليه وسلم، استخلف معاذ بن جبل رضى الله عنه على مكة، حين خرج إلى حنين.
وفى الاستيعاب: أن النبى صلى الله عليه وسلم استخلف على مكة هبيرة بن شبل بن العجلان الثّقفى. وهذان القولان يخالفان ما سبق، من أن النبى صلى الله عليه وسلم، ولّى عتّاب بن أسيد على مكة بعد أن فتحها الله عليه، لما توجه إلى حنين. والمعروف تولية النبى صلى الله عليه وسلم لعتاب على مكة عند خروجه لحنين، ودوام ولايته حتى مات فى تاريخ موت الصديق رضى الله عنه، أو يوم جاء نعيه بمكة. والله أعلم.
وقال مصعب الزبيرى: وقالوا: خطب علىّ بن أبى طالب رضى الله عنه جويرية بنت أبى جهل، فشق ذلك على فاطمة رضى الله عنها، فأرسل إليها عتّاب رضى الله عنه: أنا أريحك منها، فتزوّجها. فولدت له عبد الرحمن بن عتّاب. وكان عتاب صالحا خيّرا.