للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تكفّأ، وإن أمسك بذراع رجل أمسك بنفسه فلم يستطيع أن يتنفّس، وهو إلى السّمن ما هو، شديد السّاعد واليد، إذا مشى إلى الحرب هرول، ثبت الجنان، قويا شجاعا، منصورا على من لاقاه. انتهى.

وذكر خبرا عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه، ذكر فيه أن عليّا رضى الله عنه، كان كثير الدّعابة، وأنه زوى عنه الخلافة لذلك.

وقال غيره: كان أبيض اللون، أصلع، ربعة، أبيض الرأس واللّحية، وربما خضب لحيته، وكانت كثّة طويلة، حسن الوجه، ضحوك السّنّ. انتهى.

وقد أكثر الناس فى قتل علىّ رضى الله عنه من المراثى، فممّا قيل فى ذلك، قول بكر بن حماد [من البسيط]:

قل لابن ملجم والأقدار غالبة ... هدمت ويلك للإسلام أركانا

قتلت أفضل من يمشى على قدم ... وأول الناس إسلاما وإيمانا

وأعلم الناس بالقرآن ثم بما ... سن الرسول لنا شرعا وتبيانا

صهر النبى ومولاه وناصره ... أضحت مناقبه نورا وبرهانا

وكان منه على رغم الحسود له ... ما كان هارون من موسى بن عمرانا

وثناء السلف على على رضى الله عنه لا يحصى كثرة، وذلك ما رويناه عن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضى الله عنهما، قال: قال عمر رضى الله عنه لأهل الشورى: إن ولّوها الأصيلع، كيف يحملهم على الحقّ! ولو كان السيف على عنقه؟ فقلت: أتعلم ذلك منه ولا تولّيه؟ فقال: إن لم أستخلف وأتركهم، فقد تركهم من هو خير منىّ.

وروينا عن ابن عبّاس رضى الله عنهما، أن عمر رضى الله عنه، ذكر له أمر الخلافة بعده، فقال له عمر رضى الله عنه: إنى أراك تقول: إنّ صاحبك أولى الناس بها ـ يعنى عليّا ـ فقال له ابن العباس: أجل والله، إنى لأقول ذلك فى سابقته وعلمه وقرابته من رسول اللهصلى الله عليه وسلم وصهره، فقال له عمر رضى الله عنه: إنه كما ذكرت، ولكنه كثير الدّعابة. انتهى بالمعنى.

وسئل عنه ابن عباس رضى الله عنهما فقال: كان قد ملئ جوفه حكما وعلما، وبأسا ونجدة، مع قرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يظن أنه لا يمدّ يده إلى شيء إلا ناله، فما مد يده لشيء فناله. انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>