للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عليه، فلما بلغه قتل ابن أخيه، ألم عليه وود؟ ؟ ؟ أنه كان حضر عنده، وقاتل من قتله، ولو قدر أنه فر إلى مكة، لما خرجت من يد آل عجلان، ولكنه ساق فى يومه حتى بلغ جدة ـ بالجيم ـ فأقام بها ثلاثا.

ثم فارقها لما حضر إليها على بن مبارك بن رميثة، ومن معه من جماعة عنان بن مغامس الحسنى، وكان ولى إمرة مكة، بعد قتل محمد بن أحمد بن عجلان ولما فارق كبيش جدة، قصد طريق الحاج، وتعرض للقاء الأمير جركس الخليلى، وكان حج فى هذه السنة، وهى أول حجاته، وحسّن لمحمد بن أحمد بن عجلان، الحضور لخدمة المحمل، وأوهمه أن لا خوف عليه فى ذلك، واستعطف كبيش الخليلىّ على آل عجلان، وقال كبيش للخليلى: إنما تركت التعرض للحاج إكراما لك، وسأله المساعدة على ما يعود نفعه على آل عجلان، إذا وصل إلى الديار المصرية، ووعده الخليلى بذلك، ثم إن كبيشا جمع جمعا كثيرا من الأعراب، وقصد بهم جدة، ومعه أيضا القواد العمرة، فملكها هو ومن معه، ونزل عند صهاريج جدة. ولما سمع بذلك عنان، خرج من مكة ومعه من آل عجلان، محمد بن عجلان المكحول، ونزل الموضع المعروف بالحدبة، وحصل له ولأصحابه عطش كثير، لاستيلاء كبيش ومن معه على صهاريج جدة، وأقام هو ومن معه هناك ثلاثة عشر يوما [ .... ] (١) فى كل يوم، ولم يقع بينهم قتال، لأن فى كل يوم يجير كل واحد من الفريقين فى ترك القتال فى ذلك اليوم، ثم إن كبيشا رأى من أصحابه القواد العمرة، انحلالا عن القتال، واحتجوا بأنهم يخشون أن يقتل أحد من الأعراب الذين مع كبيش، أحدا من جماعة عنان، فيؤاخذون به لملايمتهم له.

فلما رأى ذلك منهم كبيش، عاد إلى الموضع الذى كان به لما فارق جدة أولا، وهو الموضع المعروف بأم الدمن عند خليص، ثم إنه بعد مدة، عاد إلى جدة وتولى الأمر بها، وسبب ذلك، أن محمد بن عجلان، كان عنان قد استنابه على جدة، لما ملكها بعد رحيل كبيش عنها، ثم وقع بينهما منافرة، اقتضت أن محمد بن عجلان، استدعى جميع من لايم عنان من آل عجلان بوساطته، ففارقوا عنانا أمير مكة، وحضروا إلى محمد بجدة، فقوى أمره بهم، وغلبوا على جدة، واستدعى محمد كبيشا للحضور إليه، فتوقف كبيش لما وقع منه فى حق محمد، من التقصير بسبب كحله، ثم حضر كبيش إلى جدة بطلب ثان من محمد، بعد أن توثق منه، واقتضى رأيهما نهب ما فى جدة من أموال التجار وغيرهم فى المراكب وغيرها، وكان تجار اليمن قد اجتمعوا بجدة للسفر منها إلى اليمن، وقد حضر إليها ثلاثة مراكب للكارم، متوجهة من اليمن إلى مصر، فنهب ذلك


٢٣٦٣ ـ (١) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>