للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

جعل الليل سكنا، فاسكن، فأبى وقاتلهم حتى قتلهم، وانهزم من أصحاب أبى حمزة من لم يقتل، وأتوا المدينة، فلقيهم أهلها فقتلوهم، وسار ابن عطية إلى المدينة، فأقام بها شهرا. انتهى.

وذكر الذهبى شيئا من خبر أبى حمزة الخارجى وطالب الحق، وفى بعض ما ذكره مخالفة لما ذكره ابن الأثير، وزيادة على ما ذكره، فنذكر ذلك: قال فى أخبار سنة تسع وعشرين ومائة:

وفيها خرج ـ قاله خليفة ـ عبد الله بن يحيى الأعور الكندى بحضر موت، وتسمى بطالب الحق، فغلب على حضر موت، واجتمع عليه الإباضية، ثم سار إلى صنعاء، وعليها القاسم بن عمر الثقفى، وهو فى ثلاثين ألفا، فالتقوا واقتتلوا قتالا شديدا، ثم انهزم القاسم، وكثر القتل فى أصحابه، وسار عبد الله، وقد خندق القاسم على نفسه، فبيته فى وضح الصبح، فهرب القاسم، وقتل أخوه الصّلت وطائفة، ودخل عبد الله بن يحيى صنعاء، فأخذ الأموال وتقوّى، وجهّز إلى مكة عشرة آلاف، وواليها عبد الواحد ابن سليمان بن عبد الملك، فكره قتالهم، فوقفوا بعرفات، ووقف الناس، ثم غلبوا على مكة، فنزح عبد الواحد إلى المدينة.

وقال فى أخبار سنة ثلاثين ومائة: وفيها قتل بقديد خلق من أهل المدينة، وذلك أن عبد الواحد لما غاب عن مكة، وتقهقر عن المدينة، كتب إلى الخليفة يخبره بخذلان أهل مكة، فعزله ووجه جيشا من المدينة، فسار من مكة المتغلّب عليها من جهة عبد الله الأعور، وهو أبو حمزة، واستخلف على مكة أبرهة بن الصباح الحميرى، ثم التقى أبو حمزة هو وأهل المدينة بقديد، فى صفر من السنة، فانهزم أهل المدينة، وقتل من قتل، ودخل أبو حمزة المدينة، فقتل حمزة بن مصعب بن الزبير، وابنه عمارة، وابن أخيه مصعب بن عكاشة، وعتيق ابن عامر بن عبد الله بن الزبير، وابنه عمرو، وصالح بن عبد الله بن عروة بن الزبير، وابن عمهم الحكم بن يحيى، والمنذر بن عبد الله بن المنذر بن الزبير، وسعيد بن محمد بن خالد بن الزبير، وابن لموسى بن خالد بن الزبير، وابن عمهم مهند. قال خليفة: قتل أربعون رجلا من بنى أسد بن عبد العزى، وقتل يومئذ أمية بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان، فأصيب يومئذ من قريش ثلاثمائة رجل، فقالت نائحة [من الكامل]:

ما للزمان وماليه ... أفنى قديد رجاليه

فحدثنا ابن عليّة، قال: بعث مروان أربعة آلاف فارس، عليهم عبد الملك بن محمد بن

<<  <  ج: ص:  >  >>