ابن الزبير، وذلك عقب المحرم، أو صدر صفر، وحاصر مكة، وفى حصاره ومحاربته أهل مكة، أصاب المسور حجر من حجارة المنجنيق، وهو يصلى فى الحجر، فقتله، وذلك مستهل ربيع الآخر سنة أربع وستين، وصلى عليه ابن الزبير بالحجون.
قال: وقيل: كانت وفاته، يوم جاء نعى يزيد إلى ابن الزبير، وحصين بن نمير محاصر لابن الزبير، وجاء نعى يزيد مكة، يوم الثلاثاء غرة ربيع الآخر سنة أربع وستين. وذكر ابن عبد البر، أنه توفى وهو ابن اثنتين وستين سنة. انتهى.
وقال الواقدى: مات بسنة أربع وستين، وصلّى عليه ابن الزبير بالحجون.
وقال عمرو بن على: أصاب المسور بن مخرمة المنجنيق، وهو يصلّى فى الحجر، فمكث خمسة أيام ثم مات، ومات فى ربيع الآخر سنة أربع وستين، وهو يومئذ ابن ثلاث وستين سنة. وقيل ولد بمكة بعد الهجرة بسنتين، فقدم به أبوه المدينة فى عقب ذى الحجة سنة ثمان، عام الفتح، وهو ابن ست سنين، وكان مروان ولد معه فى تلك السنة، وقيل إنه قتل مع الزبير سنة ثلاث وسبعين، والأول أصح على ما قال المزى.
قال ابن عبد البر: وهو معدود فى المكيين.
وكان المسور لفضله ودينه وحسن رأيه، تغشاه الخوارج وتعظّمه، وتنتحل رأيه، وقد برّأه الله منهم. روى ابن القاسم عن مالك قال: بلغنى أن المسور بن مخرمة، دخل على مروان، فجلس معه وحادثه، فقال المسور لمروان فى شيء سمعه منه: بئس ما قلت، فركضه مروان برجله، فخرج المسور، ثم إن مروان نام، فأتى فى المنام، فقيل له: ما لك وللمسور! (كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدى سَبِيلاً)[الإسراء: ٨٤] قال: فأرسل مروان إلى المسور، فقال: إنى زجرت عنك فى المنام، وأخبره بالذى رأى، فقال له المسور: لقد نهيت عنى فى اليقظة والنوم، وما أراك تنتهى! وهو القائل [من الطويل]:
أيشربها صرفا يفض ختامها ... أبو خالد ويجلد الحد مسور
ولذلك قصة ذكرها صاحب العقد، فقال: وكان المسور بن مخرمة جليلا فقيها، وكان يقول فى يزيد بن معاوية، إنه يشرب الخمر، فبلغه ذلك، فكتب إلى عامله بالمدينة، أن يجلده الحدّ، ففعل فقال المسور بن مخرمة فى ذلك:
أيشربها صرفا يفض ختامها ... أبو خالد ويجلد الحد مسور