للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

معها، وإن حاضت حاض معها، وصاحب المرأتين بين نارين تشتعلان. وكان ينكح أربعا جميعا، ويطلقهن جميعا. وقال محمد بن وضاح، عن سحنون بن سعيد، عن عبد الله بن نافع الصائغ: أحصن المغيرة بن شعبة، ثلاثمائة امرأة فى الإسلام. قال ابن وضاح: غير ابن نافع، يقول: ألف امرأة.

قال أبو عبيد القاسم بن سلام: توفى سنة تسع وأربعين بالكوفة، وهو أميرها. وقال الواقدى، عن محمد بن أبى موسى الثقفى، عن أبيه: مات بالكوفة فى شعبان سنة خمسين فى خلافة معاوية بن أبى سفيان، وهو ابن سبعين سنة. وقال على بن عبيد الله التميمى، والهيثم بن عدى، ومحمد بن سعد، وأبو حسان الزيادى، فى آخرين: مات سنة خمسين.

وقال الحافظ أبو بكر الخطيب: مات سنة خمسين، أجمع العلماء على ذلك. وقال أبو عمر ابن عبد البر: مات سنة إحدى وخمسين. وقال بعضهم: سنة ثلاث وخمسين، وكلاهما خطأ، والله أعلم.

وقال سفيان بن عيينة، عن عبد الله بن عمير: رأيت زيادا واقفا على قبر المغيرة بن شعبة، وهو يقول (١) [من الخفيف]:

إن تحت الأحجار حوما وعزما (٢) ... وخصيما ألد ذا معلاق

حية فى الوجار أربد لا ين ... فع منه السليم نفث الراقى

وذكر ابن عبد البر: أن مصقلة بن هبيرة الشيبانى، وقف على قبر المغيرة وقال هذين البيتين، ثم قال: أما والله لقد كنت شديد العداوة لمن عاديت، شديد الأخوّة لمن آخيت.

وذكر ابن عبد البر، أنه استخلف على الكوفة عند موته ابنه عروة، وقيل: بل استخلف، جريرا، فولى معاوية حينئذ الكوفة زيادا، مع البصرة، وجمع له العراق. قال: وكان المغيرة رجلا طوالا ذا هيبة أعور، أصييت عينه يوم اليرموك. انتهى.

وروى عن عائشة قالت: كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام المغيرة بن شعبة، فنظر إليها، فذهبت عينه. ذكر ذلك المزّى فى التهذيب.

وقال محمد بن سعد: وكان ـ يعنى المغيرة ـ أصهب الشعر، جعدا أكشف، يفرق رأسه فروقا أربعة، أقلص الشفتين، مهتوما، ضخم الهامة، عبل الذراعين، بعيد ما بين


(١) انظر البيتان فى الاستيعاب ترجمة ٢٥١٢.
(٢) ورد فى الاستيعاب: «إن تحت الأحجار حزما وجودا».

<<  <  ج: ص:  >  >>