كل قلبى إلى هواكم يميل ... وسقامى على الغرام دليل
أبذل النفس فى رضاكم وأصبو ... لهواكم ولا يقال ملول
ليس فى العشق والمحبة عار ... فاسمعوا من محبكم ما يقول
أنا راض بكل ما قد رضيتم ... لست عن صحبتى وعهدى أحول
ما نويت السلو فى طول عمرى ... إن ذكر السلو عندى ثقيل
كل سمعى عن الملام فما لى ... عن هواكم إلى السلو سبيل
لا أرى فى المنام طرا سواكم ... يا أناسا بالرقمتين حلول
أنتم محبتى فكلى شجون ... وعذابى هو العذاب الطويل
أعليكم أن تسمحوا بخيال ... منكم فهو عندى المأمول
أو بعثتم إلى النسيم رسولا ... فعسى يشفى الفؤاد العليل
أنا جار لكم فلا تهملونى ... فبكم يحفظ الغريب النزيل
هذه مهجتى فزيدوا عذابا ... أو فمنوا فلست عنكم أحول
عللونى بحبكم وهواكم ... فأنا العاشق المحب الحمول
إن بدا البرق من حماكم لعينى ... كاد قلبى من الغرام يزول
يا بدورا على الحمى قد أضاءت ... ليس عنكم وإن برحتم عدول
ومنها:
حى يا صاح حاجرا والمصلى ... وقباها فذاك نعم السول
فإذا جئت رامة ورباها ... ودنت طيبة وطاب النزول
وبدا نورها وفاح شذاها ... وتراءت للعين منها النخيل
فاقر عنى السلام من حل فيها ... فهو بالجود والآمال كفيل
النبى الرسول هادى البرايا ... خاتم الرسل من له التفضيل
فله النعت بالرسالة تنبى ... وكذلك التوارة والإنجيل
وبحيرا لما رآه عيانا ... قال هذا هو النبى الرسول
ومنها:
فله الأرض مسجد وطهور ... وله كالسنا وجه جميل
ما له إن مشى على الأرض ظل ... حين تبدو الظلال وهى تميل
يا كريم الأنساب بالباب عبد ... مستجير من الخطوب ذليل
فهو يحيى بن يوسف ضاق صدرا ... من هموم عريضها مستطيل
وأنشد لنفسه إجازة من قصيدة أخرى نبوية، أولها [من الطويل]: