منها: أنه كانت له جفنة للأضياف يستظل بظلها فى الهاجرة.
ومنها: أنه كان له مناديان بأعلى مكة وبأسفلها، أحدهما يقول: ألا من أراد اللحم والشحم فليأت دار ابن جدعان، وهو أول من أطعم بمكة الفالوذج، وهو: لباب البريلك بالعسل.
ولما مات ابن جدعان نعاه بعض الجن بأبيات إلى رفقة من أهل مكة مسافرين إلى الشام.
وذلك فى خبر، ذكره الفاكهى. ذكرناه فى أصله.
ومن خبر ابن جدعان: أنه دخل شقا فى بعض شعاب مكة يرجو أن يكون فيه حية تقتله، فيستريح من تعب الفقر وغيره، فظفر فيه بكنز عظيم.
وكان فى قريش أجواد، منهم المعروفون: بأزواد الركب: لكفايتهم من معهم المؤنة فى السفر، منهم: الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى، وأخوه زمعة بن عبد المطلب، ومسافر بن عمرو بن أمية بن عبد شمس، وأبو أمية بن المغيرة المخزومى.
وأما حكام قريش بمكة فى الجاهلية، فمنهم: عبد المطلب بن هاشم، وأبناؤه الزبير، وأبو طالب وآخرون، ذكرناهم فى أصله، ولم يكن أحد منهم متملكا على بقية قريش، وإنما ذلك بتراضيهم عليه حسما لمادة الشر.
وسيأتى ما يزيد ذلك قريبا.
وأما تملك عثمان بن الحويرث بن أسد بن عبد العزى على قريش: فإن قيصر ملّكه عليهم وكتب له إليهم، فتلطف بهم عثمان وخوفهم فى تجارتهم من قيصر إن لم يطيعوه، فوافقوه على أن يعقدوا التاج على رأسه عشية، وتملكوه، ثم انتفضوا عن ذلك لتنفير ابن عمه أبى زمعة لقريش عن ذلك، فلحق عثمان بقيصر فأعلمه الخبر، فأمر قيصر عمرو بن جفنة الغسانى أن يحبس لعثمان من أراد حبسه من تجار قريش بالشام. ففعل ذلك عمرو.
ثم مات عثمان بالشام مسموما، وكان من أظرف قريش وأعقلها.
وخبر تملكه وما جرى له بعد رجوعه إلى قيصر، أطول من هذا.