ثم وليها فى هذه السنة: الأمير قاسم بن مهنا الحسينى أمير المدينة ثلاثة أيام بعد الحج من هذه السنة. ثم رأى فى نفسه العجز عن القيام بذلك، فرأى أمير الحاج طاشتكين داود بن عيسى. وكان الأخوان بعد ذلك يتداولان إمرة مكة يليها كل منهما زمنا، ثم انفرد بها مكثر نحو عشر سنين متوالية. وبه انقضت ولاية الهواشم.
ووليها ـ فى ولاية أحدهما ـ سيف الإسلام طغتكين بن أيوب أخو السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب، صاحب مصر والشام فى سنة إحدى وثمانين وخمسمائة.
وولى مكة بعد مكثر: أبو عزيز قتادة بن إدريس بن مطاعن بن عبد الكريم بن عيسى ابن حسين بن سليمان بن على بن عبد الله بن محمد بن موسى بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن على بن أبى طالب الحسنى الينبعى فى سنة سبع وتسعين وخمسمائة، وقيل: فى سنة ثمان وتسعين، وقيل: سنة تسع وتسعين.
واستمر حتى مات فى سنة سبع عشرة وستمائة، وقيل: سنة ثمان عشرة.
وامتدت ولايته إلى ينبع وإلى حلى، وحارب صاحب المدينة، وغلب كل منهما الآخر حينا.
وولى مكة فى ولاية قتادة أقباش الناصرى العباسى، ولم يباشر ولايتها، وإنما عقد له مولاه الولاية على الحرمين، وإمرة الحجاج.
وولى مكة بعد قتادة: ابنه حسين بن قتادة، ودامت ولايته إلى سنة تسع عشرة وستمائة، وقيل: إلى سنة عشرين.
ووليها بعده: الملك المسعودى، واسمه يوسف، ويلقب: أقسيس بن الملك الكامل محمد بن الملك العادل أبى بكر بن أيوب صاحب اليمن، بعد أن حارب حسن بن قتادة بالمسعى، وانهزم حسن.
ونهب عسكر الملك المسعودى مكة إلى العصر، ودامت ولايته عليها حتى مات فى سنة ست وعشرين وستمائة. ووليها نيابة عنه: نور الدين عمر بن على بن رسول الذى صار سلطانا باليمن بعده، والأمير حسام الدين ياقوت بن عبد الله المسعودى.
ووليها بعد المسعودى: والده الكامل صاحب مصر، ودامت ولايته إلى شهر ربيع الآخر سنة تسع وعشرين وستمائة.
ثم وليها الملك المنصور نور الدين ـ المذكور ـ بعد أن بويع بالسلطنة ببلاد اليمن؛ لأنه أنفذ جيشا إليها فيهم راجح بن قتادة، فهرب منها طغتكين متوليها من قبل الكامل.