ومنها: أن الوليد بن عبد الملك حج بالناس سنتين على ما قيل.
ومنها: أن سليمان بن عبد الملك، حج بالناس مرة. وكذلك أخوه هشام بن عبد الملك.
ومنها: أن فى سنة تسع وعشرين ومائة: وافى بعرفة أبو حمزة الخارجى على غفلة من الناس فخافوا منه، فسأله عامل مكة فى المسألة، فوقع الاتفاق على: أنهم جميعا آمنون حتى ينقضى الحج، ثم استولى ـ بغير قتال ـ أبو حمزة على مكة بعد الحج لفرار عاملها عنها.
ومنها: أن أبا جعفر المنصور ثانى الخلفاء العباسيين حج بالناس أربع سنين، ورام الحج فى سنة ثمان وخمسين فما ناله لموته ببئر ميمون ظاهر مكة.
ومنها: أن المهدى بن المنصور العباسى حج بالناس سنة ستين ومائة.
وقيل: إنه حج بالناس سنة أربع وستين أيضا.
وفى حجته الأولى: أنفق فى الحرمين أموالا عظيمة، يقال: إنها ثلاثون ألف ألف درهم وصل بها من العراق، وثلاثمائة ألف دينار وصلت إليه من مصر، ومائتا ألف دينار وصلت إليه من اليمن، ومائة ألف ثوب وخمسون ألف ثوب.
ومنها: أن الرشيد هارون بن المهدى العباسى حج بالناس تسع حجج ـ بتقديم التاء ـ ولم يحج بعده خليفة من العراق، إلا أن الذهبى ذكر فى العبر فى أخبار سنة اثنتى عشرة ومائتين: أن المأمون بن هارون الرشيد حج فى هذه السنة ولم أر ذلك لغيره. والله أعلم. وفرق الرشيد فى حجاته أموالا كثيرة جدّا فى الحرمين.
ومنها: أن فى سنة تسع وتسعين ومائة، وقف الناس بعرفة بلا إمام وصلوا بلا خطبة لفرار أمير مكة عنها، متخوفا من حسين الأفطس العلوى، وكان وصوله إلى مكة فى آخر يوم عرفة، وبها وقف ليلا.
ومنها: أن فى سنة مائتين من الهجرة نهب الحاج بستان ابن عامر، وأخذت كسوة الكعبة، ثم استنقذها الجلودى مع كثير من الأموال المنهوبة، وبستان ابن عامر هو: بطن نخلة، على ما ذكر أبو الفتح بن سيد الناس عند ذكر سرية عبد الله بن جحش رضى الله عنه إلى نخلة.
ومنها: أن فى سنة إحدى وخمسين ومائتين: لم يقف الناس بعرفة لا ليلا ولا نهارا، إلا أن إسماعيل بن يوسف العلوى وافى الموقف بعرفة فى يومها.