العباسى. وقطعت خطبة المعز من مكة، وخطب له بالمدينة، وخطب للمطيع بظاهرها، ثم خطب للمعز بالحرمين فى الموسم سنة ثلاث وستين.
ومنها: أن فى سنة خمس وستين خطب بالحرمين لصاحب مصر العزيز بن المعز العبيدى، وضيق جيشه بالحصار فيها على أهل مكة، ودامت الخطبة له ولولده ولولد ولده ولولد ولد ولده، نحو مائة سنة، كما سيأتى مبينا إن شاء الله تعالى.
ومنها: أن فى سنة ست وستين وثلاثمائة: حجت جميلة بنت ناصر الدولة بن حمدان، حجا يضرب به المثل فى التجمل وأفعلا البر؛ لأنه كان معها على ما قيل: أربعمائة كجاوة، فلم يدر فى أيها هى لتساويها فى الحسن والزينة، ونثرت على الكعبة لما رأتها ـ وقيل: لما دخلتها ـ عشرة ألف دينار، وأغنت المجاورين بالحرمين.
ومنها: أن فى سنة أربع عشرة وأربعمائة، حصل فى الحجاج قتل ونهب بمكة وبظاهرها، وسبب ذلك: أن بعض الملحدة تجرأ على الحجر الأسود فضربه ثلاث ضربات بدبوس، فقتل وقطع وأحرق، وقتل ممن اتهم بمعاونته جماعة، وكثر النهب فى المغاربة والمصريين وغيرهم. وهذه الحادثة أبسط من هذا فى أصله وذكرها الذهبى فى سنة ثلاث عشرة، ونقل ذلك عن غيره، والله أعلم.
ومنها: أن فى سنة خمس وخمسين وأربعمائة: حج على بن محمد الصليحى، صاحب اليمن، وملك فيها مكة، وفعل فيها أفعالا حميدة، من العدل والإحسان ومنع المفسدين، فأمن الناس أمنا لم يعهدوه، ورخصت الأسعار لأمره بجلب الأقوات، وكثر البناء عليه.
ومنها: أن فى سنة اثنتين وستين وأربعمائة: أعيدت الخطبة العباسية بمكة وخطب بها للقائم عبد الله العباسى، ثم للسلطان البارسلان السلجوقى.
وذكر ابن كثير ما يقتضى: أن الخطبة العباسية: أعيدت بمكة فى سنة سبع وخمسين.
وذكر بعض مشايخنا: ما يقتضى أن ذلك وقع فى سنة ثمان وخمسين وأربعمائة.
ومنها: أن فى سنة سبع وستين أعيدت الخطبة بمكة لصاحب مصر المستنصر العبيدى، ثم خطب للمقتدر العباسى بمكة فى ذى الحجة سنة ثمان وستين.
ثم أعيدت الخطبة لصاحب مصر فى سنة سبعين. ثم أعيدت الخطبة للمقتدر فى سنة اثنتين وسبعين.
ومنها: أنه خطب بمكة للسلطان محمود بن السلطان ملكشاه السلجوقى فى سنة خمس وثمانين وأربعمائة.