ومنها: أن الحجاج العراقيين كانوا كثيرا فى سنة ثمان وأربعين وسبعمائة، وكان لهم أحد عشر سنة لم يحجوا من العراق، ولم يحجوا أيضا سنة خمس وخمسين وسبعمائة. وحجوا بعد ذلك خمس سنين متوالية. وكانوا كثيرين جدّا فى سنة سبع وخمسين.
وتصدق فيها بعض الحجاج من العجم على أهل الحرمين بذهب كثير.
وفى سنة ثمان وخمسين: كان مع الحجاج العراقيين محملان، واحد من بغداد وواحد من شيراز.
ومنها: أن فى آخر جمادى الآخرة، أو فى رجب من سنة ستين وسبعمائة: أسقط المكس المأخوذ من المأكولات بمكة بعد وصول العسكر المجهز من مصر إلى مكة لتأييد أميرها مسند بن رميثة، ومحمد بن عطيفة. ودام هذا الحال إلى رحيل الحاج من سنة إحدى وستين وسبعمائة.
ومنها: أن فى سنة ست وستين وسبعمائة: أسقط المكس المأخوذ بمكة فى المأكولات جميعا، وعوض صاحب مكة عن ذلك، بمائة وستين ألف درهم من بيت المال، وألف أردب قمح.
ومنها: أن فى أثناء عشر السبعين ـ بتقديم السين ـ وسبعمائة: خطب بمكة للسلطان شيخ أويس بن الشيخ حسن الكبير صاحب بغداد وغيرها، بعد أن وصلت منه قناديل حسنة للكعبة وهدية طائلة إلى أمير مكة عجلان، وهو الآمر لخطيب مكة بالخطبة له.
ثم تركت الخطبة لصاحب العراق. وما عرفت وقت ابتداء تركها.
ومنها: أن الحجاج المصريين: قلوا كثيرا جدّا فى ثمان وسبعين وسبعمائة لرجوع جزيلهم من عقبة أيلة إلى مصر، بسبب قيام الترك بها على صاحب مصر الملك الأشرف شعبان بن حسين. وكان قد توجه فيها للحج فى أبهة عظيمة.
وكان من خبره: أنه رجع إلى مصر واختفى بها؛ لأن الذين تركهم بها قاموا عليه بمصر وسلطنوا ولده عليّا ولقبوه بالمنصور. وظفر به بعد ذلك فأذهبت روحه، وفاز بالشهادة فى ثامن ذى القعدة منها.
ومنها: أن فى سنة إحدى وثمانين وسبعمائة: حج بالناس من اليمن فى البر ـ مع محمل جهزه صاحب اليمن ـ الملك الأشرف إسماعيل بن الملك الأفضل العباس بن المجاهد. وجهز الملك الأشرف أيضا محملا إلى مكة فى سنة ثمانمائة، وحج الناس معه