وكذلك الصحابة من بنى كنانة وخزاعة لمشاركتهم قريشا فى الدار، وهى مكة، أو باديتها، كما بينه فى تأليفه، وإن كانوا عدوا مع غير أهل مكة؛ لأن المعنى فى عدهم مع غير أهل مكة ما ذكره فى قريش.
وكذلك الصحابة من موالى قريش وكنانة وخزاعة؛ لأنهم فى حكمهم، وكذلك الصحابة من خلفاء قريش.
وكذلك الصحابة من أهل الطائف من ثقيف ومواليهم، ومن غيرهم؛ لأن الطائف من عمل مكة من قديم الزمان، حتى الآن.
وكان ابتداء تأليف التراجم المذكورة فى العقد الثمين على الوجه المذكور فى سنة اثنتى عشرة وثمانمائة، وإلى الآن لم يكمل تأليفها؛ لأن أكثر أهل الكنى من الرجال والنساء المسميات والمكنيات لم يكتب تراجمهم، وكذلك عدة تراجم فى حرف الياء المثناة من تحت ـ يسر الله تأليف ذلك كله وتحريره.
وهذا التأليف: يكون فى خمس مجلدات، مع مراعاة الاختصار، بترك إخراج الأحاديث فى كل ترجمة وغير ذلك.
ولم يخل هذا التأليف من أحاديث وآثار وحكايات وأشعار. وكل ذلك بالإسناد والتراجم المذكورة على ترتيب حروف المعجم، خلا المحمدين والأحمدين فإنهم مقدمون على غيرهم لشرف هذين الاسمين على غيرهما من الأسماء.
وكان قد ألف فى سنة خمس وثمانمائة مجلدا فى هذا المعنى، غير أنه لم يذكر فيه من الصحابة المشار إليهم إلا نفرا يسيرا جدا، ثم اختصره باليمن فى سنة ست وثمانمائة.
ثم اختصر المختصر وأكمل تأليفه بدمشق فى سنة سبع وثمانمائة. وجعل فى أوله مقدمة لطيفة تتضمن أشياء من أخبار الكعبة المعظمة، والمسجد الحرام، والأماكن المباركة بمكة وحرمها، وحدود الحرم وغير ذلك.
ووقف عليه خطيب دمشق ومفتيها القاضى الإمام شهاب الدين أحمد بن حجى وغيره من فضلاء دمشق. وكتب كل منهم بخطه ثناء على ذلك المختصر ومؤلفه.
ثم وقف عليه الحافظان العلامة ولى الدين أبو زرعة أحمد بن حافظ الإسلام زين الدين عبد الرحيم بن الحسين العراقى، وأبو الفضل أحمد بن على بن حجر العسقلانى بالقاهرة فى سنة سبع وثمانمائة. وكتب كل منهما ثناء على ذلك المختصر ومؤلفه.