الرياسة باليمن فى علم الأدب. وكان حسن الخلق، سليم الصدر، مشهورا بالخير والصلاح.
وذكر: أنه أرى النبى صلى الله عليه وسلم فى المنام، وقال له ما معناه: أن من قرأ عليه دخل الجنة. وقد أخذ عنه لذلك غير واحد من أهل العلم، منهم شيخنا الشريف تقى الدين عبد الرحمن بن أبى الخير الفاسى.
وكان يذكر له مكاشفة، وهى: أنه لما بلغه خبر هذه الرؤيا: عزم على الذهاب إليه ليقرأ عليه، فقصده الشيخ محمد الزوكى ـ هذا ـ إلى موضعه، وقرأ عليه شيخنا ـ المذكور ـ جانبا من مختصر ابن الحاجب الفرعى.
وسمعت شيخنا عبد الرحمن ـ المذكور ـ يقول: إنه سمع الشيخ محمد الزوكى ـ هذا ـ يقول: إنه رأى النبى صلى الله عليه وسلم فى المنام وسأله عن وقوع الطلاق المنجز فى مسألة: كلما وقع عليك طلاقى، فأنت طالق قبله ثلاثا، فقال النبى صلى الله عليه وسلم: يقع الطلاق المنجز.
وهذه المسألة مقررة فى كتب الفقه، وتعرف بالسريجية؛ لأن أبا العباس بن سريج وغيره من الأئمة الشافعية، يقولون بعدم الطلاق المنجز، باعتبار التعليق المتقدم ..
وفى هذه الرؤية رد عليهم وتأييد لقول من خالفهم، وهم أكثر العلماء، فإنهم: قالوا بوقوع المنجز. والله أعلم.
وذكر بعض العصريين: أن المذكور حج فى سنة تسع وستين وسبعمائة، ثم فى سنة اثنتين وسبعين، وجاور سنتين، ثم فى سنة إحدى وثمانين وسبعمائة.
ومات بمكة فى آخر شهر ذى الحجة سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة، ودفن ـ بعد صلاة الجمعة ـ بالمعلاة، بقرب خديجة رضى الله عنها.
وأخبرنى صاحبنا العفيف عبد الله بن محمد بن على العجمى، المكى: أن أباه مرض بالإسهال يرمى الدم، وأفرط به ذلك حتى صار يقوم فى اليوم والليلة نحو ستين مرة. وأن بعض أصحاب أبيه أتى إليه بالشيخ محمد الزوكى هذا، يزوره ويدعو له بالعافية، لاشتهاره عند أهل مكة بالخير والصلاح. فدعا الزوكى لأبيه، ولازمه أبوه فى الدعاء له بالعافية.
ثم إن الزوكى قال له: اكشف عن بطنك فكشف عنه، وكشف الزوكى عن بطنه، وألصق كل منهما بطنه بالآخر وتواخيا، وخرج الزوكى من عند المشار إليه، وبإثر خروجه عنه: قل رميه الدم وشفى عن قرب.