ووجدت بخط العفيف المطرى أنه: توفى فى سنة أربع وسبعمائة، وذلك وهم أيضا؛ لأنه إنما توفى فى ليلة الخميس ثالث شهر رمضان سنة ست وسبعمائة بمكة. ودفن بالمعلاة.
كذا وجدت وفاته على حجر قبره بالمعلاة. ووجدتها كذلك بخط جدى أبى عبد الله الفاسى، وذكر: أنه نزل قبره مع بعض أصحابه.
وله كرامات مشهورات، منها ـ على ما ذكر اليافعى فى تاريخه ـ: أنه قال للشيخ أبى محمد عبد الله بن عمران البسكرى ـ بباء موحدة وسين مهملة، وكاف مفتوحة وراء مهملة مكسورة وياء للنسبة ـ لما جاء إلى ابن مطرف مودعا له، وقد عزم على الزيارة فى طريق الماشى: تلقون شدة، ثم تغاثون.
وكان الأمر كما قال ابن مطرف. وله على ما ذكر جدى، تقييد على جمل الزجاجى.
وذكر العفيف المطرى: أنه قرأ النحو على أبى على الشلوبين. وأنه كان يحفظ كتاب سيبويه قال: وكان من الصالحين الأولياء العاملين الزهاد. انتهى.
وذكر جدى: أن ابن مطرف ـ هذا ـ سكن برباط الموفق سنينا كثيرة، قال جدى: أظن من سنة ثلاث وثمانين وستمائة إلى أن انتقل منه فى شهر رمضان سنة ثمان وتسعين بسبب تسلط متسلط.
قال: وكان سكناه قبل ذلك فى مدرسة المالكية التى بناها ابن الحداد المهدوى فى الثنية (١) من مكة.
وكتب جدى عنه: بيتين حسنين؛ لأنى وجدت بخط جدى: أنشدنى الشيخ الصالح، القدوة أبو عبد الله محمد بن أبى محمد حجاج بن إبراهيم بن مطرف الحضرمى الإشبيلى، نزيل مكة ـ شرفها الله تعالى ـ بها لإبراهيم بن سهل الإشبيلى الشاعر:
أخاف عليك أن أشكو بثى ... مشافهة فيخجلك السماع
وإن عبرت عن شوقى بكتب ... تلهب فى أناملى اليراع
وكتب جدى عنه غير ذلك؛ لأنه قال فى تعاليقه: وسمعت الشيخ أبا عبد الله بن
٣٨ ـ (١) الثنيّة البيضاء: عقبة قرب مكة تهبطك إلى فخّ وأنت مقبل من المدينة تريد مكة أسفل مكة من قبل ذى طوى. انظر: معجم البلدان (الثنية).