ابن أبى مسعود، السابق ذكر والده غير مرة، منها فى سنة أربع عشرة وخمس عشرة، وما تم لأبى البركات أمر لعزله، بالقاهرة قبل خروج ولايته منها.
وكان القاضى جمال الدين عزل عن الخطابة ونظر الحرم والحسبة، فى سنة ست عشرة وثمانمائة بالقاضى عز الدين. وباشر ذلك فى النصف الثانى من شوال هذه السنة إلى موسمها، فعادت الخطابة فقط للقاضى جمال الدين، وباشرها من موسم هذه السنة، إلى أثناء شهر ربيع الآخر سنة سبع عشرة، ثم عادت للقاضى عز الدين، وباشرها حتى مات القاضى جمال الدين، وكانت فوضت إليه بعد موته، وقبل العلم به.
وولى القاضى جمال الدين تصديرين لبشير الجمدار، كان أحدهما مع الشيخ جمال الدين الأميوطى، والآخر مع عمه القاضى شهاب الدين بن ظهيرة.
وولى تدريس المدرسة المجاهدية سبع عشرة سنة ـ بتقديم السين ـ وولى تدريس المدرسة الغياثية، مدرسة السلطان غياث الدين صاحب بنجالة. وأظنه ولى تصديرا ببعض المدارس الرسولية بمكة، قبل أن يلى تدريس المجاهدية بتقرير الناظر على ذلك، القاضى سراج الدين عبد اللطيف بن سالم، وبعد موته كانت ولايته للمدرسة المجاهدية، وقد نزل عنها وعن البنجالية، لولده القاضى محب الدين، فباشر ذلك مباشرة حسنة، وباشر بعد أبيه قضاء مكة وأعمالها، ونظر الأوقاف والربط بها.
ولكن بعد أن سبقه إلى ذلك، قريبه القاضى أبو البركات، فإنه ولى ذلك، بعد وفاة القاضى جمال الدين، وباشر ذلك أحد عشر شهرا متوالية تزيد أياما.
فأول مباشرة القاضى محب الدين، فى العشر الأخير من ذى القعدة سنة ثمان عشرة، وآخرها خامس شوال سنة تسع عشرة وثمانمائة. ثم عاد إلى مباشرة ذلك فى خامس ذى الحجة سنة تسع عشرة، بعد صرف أبى البركات عن ذلك.
ثم مات أبو البركات بذات الجنب فى ليلة ثالث عشرى ذى الحجة، والقاضى محب الدين مستمر على المباشرة إلى سنة عشرين وثمانمائة، وقد خرجنا عن المقصود، ولكن لفوائد.
وكان القاضى جمال الدين، ذا حظ عظيم من الخير والعبادة والعفاف والصيانة، وما يدخل تحت يده من الصدقات يصرفه فى غالب الناس وإن قل، وفقد فى معناه.
وكان موته فى ليلة الجمعة السادس عشر من شهر رمضان سنة سبع عشرة وثمانمائة