قلت: هذا كما ترى مخالف لما ذكره القطيعى فى تاريخ وفاته، وموضع ولادته. والله أعلم.
قال ابن خلكان: ولم يزل يكابد الفقر إلى أن مات، حتى قيل: إنه زوج ابنته بغير كفء من الحاجة والضرورة، وأن الزوج رحل بها من حماة وباعها فى بعض البلاد.
قال: وظفر، بضم الظاء المعجمة والفاء بعدها راء ـ وهو المصدر من قولهم: ظفر بالشيء يظفر ظفرا: إذا فاز به. انتهى.
وذكره القطب الحلبى فى تاريخ مصر، فقال: محمد بن محمد بن ظفر الحجازى، المكى، الفقيه الواعظ المتكلم المالكى. وقال: رحل من بلده صغيرا فى طلب العلم، ودخل إلى بلاد المغرب، ولقى أبا بكر الطرطوشى بالإسكندرية، وعلماء أفريقية، ولقى بالأندلس أبا بكر بن العربى، وأبا مروان الباجى، وأبا الوليد الدباغ، وابن مسرة.
وكان يذكر الناس فى المساجد، ودخل إلى صقلية، ثم إلى دمشق، واستوطن حماة، وبها مات، فى عشر السبعين وخمسمائة، ودفن خارجها.
قال القطب الحلبى: نقلت ذلك من الجزء الثالث، فى أوزاع المسالك لتعريف أصحاب مالك. انتهى.
قلت: هذا مخالف لما ذكر القطيعى، من أنه درس فقه الشافعى، ولعله جمع بين الأمرين، فتنتفى المعارضة، وفيه مخالفة فى نسبه، وهو أنه سقط بين «محمد» وبين أبيه: «أبو محمد». ولعل ذلك سقط من الناسخ لا من المؤلف.
ومن شعره ابن ظفر المذكور، ما أنشده له القطيعى:
يا معزّى بالعلم من ذلّ جهلى ... ومريحى بالزهد من كلّ كلّى
ما عرفت السرور ما ذقت طعم ال ... روح يوما حتى جعلتك شغلى
أنت حسبى من كل شر فكن لى ... هاديا [ ... ] (٢) وإلا فمن لى
ومما أنشده له ابن خلكان:
جعلتك فى قلبى أنت عالم ... بأنك محمول وأنت مقيم
ألا إن شخصا فى فؤادى محله ... وأشتاقه شخص علىّ كريم
ومنه، مما ذكره ابن خلكان ـ أورده له العماد الأصبهانى فى كتاب الخريدة:
(٢) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.