وذكر أنه لما اجتمع بالعلم كان بحالة ترضى، وأنهما تخفيا وبالغا فى البر والتأنيس، وكتب عن العلم حكاية تتعلق بالحجر المقابل لدار أبى بكر الصديق رضى الله عنه، ذكرناها فى المقدمة، وسمع من الحافظ البرزالى رابع الثقفيات، وذكره فى معجمه، وقال: أحد فقهاء مكة، وكان رجلا صالحا كثير العبادة.
ووجدت بخط الميورقى (٢) أن العلم ابن خليل هذا، قال له: إن ابن خشيش قال له قبل موته بأشهر: لى إليك حاجة، أتقضيها لى؟ قال: فقلت له: مقضية يا سيدى، أو نحو ذلك. فقال: حاجتى إليك أن تفتى المسلمين بارك الله فيك. انتهى.
وهذا إذن من ابن خشيش فى الإفتاء، إن لم يكن أذن له فى ذلك من قبل.
وذكر لى شيخنا القاضى جمال الدين بن ظهيرة، أنه ألف منسكا فى كراريس، وجزءا لطيفا فى الدماء، وغير ذلك.
وكان يكتب بخطه فى نسبه القرشى العثمانى، واشتهرت هذه النسبة فى أقاربه من بعده، ورأيت نسبه إلى سيدنا عثمان رضى الله عنه، منقولا بخط ابن أيبك الدمياطى، عن خط شيخ الإسلام تقى الدين السبكى، عن إملاء شيخنا بهاء الدين عبد الله بن خليل ابن أخى المذكور، قال: وكان شيخنا لا يذكر فى نسبته إلا المكى، بغير زيادة، وكذلك والده، ورأيت بخط عمه نجم الدين بن فى نسبته: الكنانى، وذلك مخالف لما ادعاه العلم من النسب إلى عثمان رضى الله عنه، فالله أعلم، ورأيت نسبه إلى عثمان رضى الله عنه، بخط ابن رافع فى معجمه، فى ترجمة الشيخ بهاء الدين، وسيأتى فى ترجمته.
وذكره العفيف المطرى فى ذيله لطبقات الفقهاء لابن كثير، وذكر أنه كان فقيها فاضلا، نقالا ثقة، وأنه توفى عشية الثلاثاء الثانى والعشرين من شعبان سنة تسع وثمانين وستمائة، وصلى عليه أخوه الرضى، وأنه ولد يوم السبت منتصف ربيع الأول سنة سبع وثلاثين وستمائة. انتهى.
وقال البرزالى: قال الذهبى: مات سنة تسعين، وله ثلاثة وخمسون سنة، وسألت ابن أخيه عبد الله عن وفاته، فلم يحققها، ولكنه قال: قبل والدى بنحو أربع سنين أو أكثر، وكلاهما مات بمكة ودفن بالمعلاة.
(٢) نسبة إلى ميورقة وهى: بالفتح ثم الضم، وسكون الواو والراء يلتقى فيه ساكنان، وقاف، جزيرة فى شرقى الأندلس بالقرب منها جزيرة يقال لها منورقة، بالنون. كانت قاعدة ملك مجاهد العامرى. انظر: معجم البلدان (ميورقة).