للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لهب مكسورة اللام: قبيلة من قبائل الأزد تعرف بها العيافة والزجر.

عن عائشة ـ رضى الله عنها ـ أنّ عمر أذن لأزواج النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يحججن فى آخر حجّة حجها، قالت: «فلما ارتحل من الحصبة أقبل رجل متلثم، فقال، وأنا أسمع: «أين كان منزل أمير المؤمنين؟ »، فقال قائل وأنا أسمع: «هذا كان منزله»، فأناخ فى منزل عمر، ثم رفع عقيرته يتغنى:

عليك سلام من أمير وباركت ... يد الله فى ذاك الأديم الممزّق

فمن يجر أو يركب جناحى نعامة ... ليدرك ما قدّمت بالأمس يسبق

قضيت أمورا ثمّ غادرت بعدها ... بوائق فى أكمامها لم تفتّق

قالت عائشة: فقلت لبعض أهلى: «اعلموا لى من هذا الرجل» فذهبوا فلم يجدوا فى مناخه أحدا؛ قالت عائشة: «فو الله إنى لأحسبه من الجن».

فلما قتل عمر ـ رضى الله عنه ـ نحل الناس هذه الأبيات للشماخ بن ضرار (١)، أو لأخيه مزرد (٢). هكذا روى هذا الخبر الحافظ أبو عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البرّ النمرى، وذكر محمد بن عمر الواقدى (٣) فى «كتاب الفتوح» هذه الأبيات بزيادة فى عدتها.

وقال أبو عثمان النهدى: «رأيت عمر يرمى الجمرة وعليه إزار مرقوع بقطعة جراب»؛ وقال علىّ بن أبى طالب: «رأيت عمر يطوف بالكعبة وعليه إزار فيه إحدى وعشرون رقعة فيها من أدم». (٤)

وعن سعيد بن المسيّب (٥) قال: «حجّ عمر، فلما كان بضجنان قال: «لا إله إلا الله العظيم المعطى من شاء ما شاء، كنت أرعى إبل الخطاب بهذا الوادى فى مدرعة


(١) انظر: (الإصابة الترجمة ٣٩١٣، الأغانى ٨/ ٩٧، خزانة الأدب ١/ ٥٢٦، المحبر ٣٨١، الجمحى ٣٢، ١٠٣، ١١٠، الكامل ٢/ ٨٢، رغبة الآمل ٢/ ٩٤، ١٦٢، التبريزى ٣، ٦٥، ٤/ ١٣٣، الأعلام ٣/ ١٧٥).
(٢) انظر: (الآمدى ١٩٠، المزربانى ٤٢٦، رغبة الآمل ٨/ ٢٢٥، الجمحى ١١١، الإصابة ٧٩٢١، خزانة البغدادى ٢/ ١١٧، أسد الغابة ٤/ ٣٥١، الشعر والشعراء ٢٧٤، الأعلام ٧/ ٢١٢).
(٣) محمد بن عمر بن واقد الأسلمى، الواقدى، المدنى القاضى، نزيل بغداد، متروك مع سعة علمه، من التاسعة، مات سنة سبع ومائتين، وله ثمانى وستون. انظر: تقريب التهذيب ٢/ ١١٧.
(٤) انظر: (الكامل ٣/ ٢٩).
(٥) انظر: (طبقات ابن سعد ٥/ ٨٨، الوفيات ١/ ٢٠٦، صفة الصفوة ٢/ ٤٤، حلية الأولياء ٢/ ١٦١، الأعلام ٣/ ١٠٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>