محيى الدين عبد القادر بن محمد الحنفى، مؤلف طبقات الحنفية: الموطأ لمالك، رواية يحيى ابن بكير وغير ذلك، وعلى فخر الدين إبراهيم بن العفيف إسحاق بن يحيى الآمدى بعض الخلعيات، وذلك من حديث الحوض فى الجزء الحادى عشر إلى آخر الثانى عشر. وحدث به الآمدى من لفظه لصمم عرض له، وسمع معنا على جماعة من شيوخنا بمكة ومن غيرهم من شيوخ مكة. وحدث، وعنى بالعلم كثيرا. وله فى الفقه نباهة ودرس كثيرا وأفتى.
ومن تداريسه بمكة: الدرس الذى قرره للحنفية الأمير يلبغا الخاصكى، مدبر الدولة بمصر، تلقاه عن أبيه، والمدرسة الغياثية البنجالية، ومدرسة الزنجيلى، وتدريس الأمير أرغون، النائب بمصر أو بحلب فى دار العجلة، ثم نقل الدرس إلى المسجد. وكذلك مدرسة الزنجيلى نقل التدريس منها إلى المسجد.
وناب فى العقود بمكة، عن قاضى مكة عز الدين محمد بن قاضى الحرمين محب الدين النويرى، ثم ناب عنه فى الأحكام فى آخر سنة ثلاث وثمانمائة، ثم عزله فلم يجتنب المباشرة.
وذكر أن مذهبه: أن القاضى لا يعزل إلا بجنحة، ولم يأتها. ثم جاءه تقليد من صاحب مصر الناصر فرج بقضاء الحنفية فى سنة ست وثمانمائة، وجاء عزله من الناصر عقيب ذلك بعد أن باشر أياما قليلة.
ثم ناب بعد ذلك فى الحكم بمكة عن قاضيها جمال الدين بن ظهيرة فى آخر سنة ست وثمانمائة، وإلا ففى أول سنة سبع وثمانمائة، وجاءه فيها تقليد من الناصر فرج صاحب مصر لقضاء الحنفية.
وباشر ذلك إلى أوائل ذى الحجة من سنة تسع وثمانمائة، ثم تركه لصرفه عن ذلك بصاحبنا الشيخ جلال الدين عبد الواحد بن إبراهيم المرشدى، وما قبل جلال الدين الولاية، فأعيد القاضى شهاب الدين للمنصب فى سنة عشر وثمانمائة.
وجاءه بذلك تقليد من الناصر فرج، واستمر متوليا حتى مات فى ليلة الأحد رابع عشر ربيع الأول سنة خمس وعشرين وثمانمائة بمكة المشرفة، ودفن فى صبيحتها بالمعلاة على والده.
وكان عرض له قبل موته بنحو شهرين عجز عن الحركة والمشى، لسقوطه من سرير مرتفع إلى الأرض، فانفك بعض أعضائه وتألم كثيرا لذلك، أثابه الله تعالى.