للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليّا فجئت به أقوده وهو أرمد حتى أتيت به رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فتفل فى عينيه فبرىء وأعطاه الراية فخرج مرحب وقال:

أنا الذي سمتنى أمي مرحب شاكى السلاح بطل مجرّب فقال علىّ كرم الله وجهه:

أنا الذي سمتنى أمي حيدره كليث غابات كريه المنظرة أكيلكم بالسيف كيل السّندره «١» قال: فضرب رأس مرحب فقتله، ثم كان الفتح على يديه» .

(وَأُخْرى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْها قَدْ أَحاطَ اللَّهُ بِها) أي ووعدكم الله فتح بلاد أخرى لم تقدروا عليها، قد حفظها لكم حتى تفتحوها، ومنعها من غيركم حتى تأخذوها كفارس والروم، أقدركم عليهم بعز الإسلام وقد كنتم قبل ذلك مستضعفين أمامهم لا تستطيعون دفعهم عن أنفسكم.

(وَكانَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً) أي وكان الله على كل ما يشاء من الأشياء ذا قدرة لا يتعذر عليه شىء.

(وَلَوْ قاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبارَ ثُمَّ لا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً) يقول سبحانه مبشرا عباده المؤمنين بأنه لوناجزهم المشركون لنصرهم عليهم ولا نهزم جيش الكفر فارّا مدبرا لا يجد وليّا يتولى رعايته ويكلؤه ويحرسه، ولا نصيرا يساعده، لأنه محارب لله ولرسوله ولحزبه المؤمنين.

(سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا) أي هذه هى سنة الله فى خلقه، ما تقابل الكفر والإيمان فى موطن فيصل إلا نصر الله المؤمنين على الكافرين


(١) السندرة: مكيال واسع، وكيلهم بها: قتلهم قتلا واسعا ذريعا.

<<  <  ج: ص:  >  >>