روى أحمد ومسلم والترمذي وغيرهم أنها فى السماء السابعة، نبتها كقلال هجر، وأوراقها مثل آذان الفيلة، يسير الراكب فى ظلها سبعين خريفا لا يقطعها.
والمشاهد فى الدنيا أن النبات يعيش إذا وجد التراب والماء والهواء، ولكن لاعجب فالله يخلقه فى أي مكان شاء، كما أخبر عن شجرة الزقوم أنها تنبت فى أصل الجحيم.
وقصارى ما سلف- إن النبي صلّى الله عليه وسلّم رأى جبريل فى صورته الحقيقية مرتين: مرة وهو فى غار حراء فى بدء النبوة، والثانية فى ليلة المعراج ولم يكن ذلك فى الأرض بل كان عند شجرة نبق عن يمين العرش وهى فى منتهى الجنة: أي آخرها، وعلم الملائكة ينتهى إليها.
وقد تقدم أن الصحيح أن الصعود إلى الملإ الأعلى كان روحيا لا جسمانيا كما روى عن جمع من الصحابة رضوان الله عليهم.
(إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ ما يَغْشى) أي رآه حين غطى السدرة ما غطاها من الخلائق الدالة على عظمة الله وجلاله، ومن الإشراق والحسن، ومن الملائكة وقد أبهم ذلك الكتاب الكريم، فعلينا أن نكتفى بهذا الإبهام ولا نزيده إيضاحا بلا دليل قاطع، ولا حجة بينة، ولو علم الله الخير لنا فى البيان لفعل.
(ما زاغَ الْبَصَرُ وَما طَغى) أي ما مال بصر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن رؤية العجائب التي أمر برؤيتها ومكّن منها، وما جاوزها إلى رؤية ما لم يؤمر برؤيته.
والخلاصة- إنه رأى رؤية المستيقن المحقق لما رأى.
(لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى) أي ولقد رأى الآيات الكبرى من آيات ربه وعجائبه الملكوتية.
روى البخاري وابن جرير وابن المنذر فى جماعة آخرين عن ابن مسعود أنه قال