والمراد بالنعم ما عدده من قبل، وجعلت كلها نعما، وبعضها نقم، لما فى النقم من المواعظ والعبر للمعتبرين، من الأنبياء والمؤمنين.
والخلاصة- إنها كلها دالة على وحدانية ربك وربوبيته، ففى أيها تتشكك على وضوحها للناظرين، ووجوه دلالتها للمعتبرين؟.
(هذا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولى) أي إن محمدا صلّى الله عليه وسلّم منذر من حاد عن طريق الهدى، وسلك طريق الضلال والهوى، بسىء العواقب، فى العاجل والآجل، وهو كمن قبله من الرسل الذين أرسلهم ربهم لهداية خلقه، فكذبوهم فأخذهم أخذ عزيز مقتدر، وحل بهم البوار والنكال، كفاء تكذيبهم وجحودهم آلاء ربهم، ونعمه التي تترى عليهم.
ونحو الآية قوله:«إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذابٍ شَدِيدٍ» وقوله صلّى الله عليه وسلم «أنا النذير العريان» أي الذي أعجله شدة ما عاين من الشر عن أن يلبس شيئا، وبادر إلى إنذار قومه وجاءهم مسرعا.
(أَزِفَتِ الْآزِفَةُ) أي اقتربت الساعة، ونصب الميزان، وستجازى كل نفس بما عملت من خير أو شر، فاحذروا أن تكونوا من الهالكين، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، يوم لا يغنى مولى عن مولى شيئا ولا هم ينصرون.
(لَيْسَ لَها مِنْ دُونِ اللَّهِ كاشِفَةٌ) أي ليس هناك من يعرف وقت حلول الآزفة إلا هو، فاستعدوا لهذا اليوم قبل أن تأخذكم الساعة بغتة وأنتم لا تشعرون، فتندموا ولات ساعة مندم، وجدّوا للعمل قبل حلول الأجل.
وقد أشار فى هذه الآيات إلى أصول الدين الثلاثة.
(١) وحدانية الله بقوله: (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكَ تَتَمارى؟) .