للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشافعي: ذاكرت محمد بن الحسين يومًا فقال لي صاحبنا أعلم، يعني أبا حنيفة، من صاحبكم، يعني مالكًا.

فقلت له: الإنصاف تريد أم المكابرة؟ قال الإنصاف.

قلت له: نشدتك بالله الذي لا إله إلا هو من أعلم بكتاب الله وناسخه ومنسوخه؟ قال: اللهم صاحبكم.

قلت له: فمن أعلم بسنة رسول الله ؟ قال: اللهم صاحبكم.

قلت له: فمن أقوال أصحاب رسول الله ؟ قال: اللهم صاحبكم.

قلت: فلم يبق إلا القياس.

قال: صاحبنا أقيس.

قلت: القياس لا يكون إلا على هذه الأشياء، فعلى أي شيء يقيس، ونحن ندعي لصاحبنا ما لا تدعونه لصاحبكم.

وفي بعض الرواية عنه، فقلت له: وما صاحبنا لم يذهب عليه القياس ولكنه يتوقى ويتحرى يريد يتأسى بمن تقدمه.

وقال بعضهم: سمعت بقية بن الوليد في جماعة ممن يطلب الحديث ومشيخة من أهل المدينة يقول: ما بقي على ظهرها، يعني الأرض، أعلم بسنة ماضية ولا باقية منك يا مالك.

قال عبد الله والد مصعب الزبيري لمالك بن أنس سيد المسلمين.

وذكره الليث فقال: مالك يرفع من قدره.

وذكره الأوزاعي فقيل له: كيف رأيت مالكًا؟ قال: رأيت رجلًا عالمًا.

قال عبد الله بن عمر: نعم الخلف للناس مالك.

وقال عبد العزيز: مالك سيدنا وعالمنا.

قال الليث: لقيت مالكًا بالمدينة فقلت له: إني أراك تمسح العرق عن جبينك.

قال عزفت مع أبي حنيفة.

إنه لفقيه يا مصري.

ثم لقيت أبا حنيفة قلت: ما أحسن قول ذلك الرجل فيك.

فقال: والله ما رأيت أسرع منه بجواب صادق وزهد تام.

قال أبو يوسف: ما رأيت أعلم من ثلاثة: مالك وابن أبي ليلى وأبي حنيفة.

قال البهلول بن راشد: ما رأيت أنزع بآية من كتاب الله من مالك بن أنس.

قال مطرف: كان مالك إذا سئل عن مسألة نزلت فكأنما نبي نطق على لسانه.

قال محمد ابن عبد الحكم: إذا انفرد مالك بقول لم يقله من قبله فقوله حجة توجب

<<  <  ج: ص:  >  >>