للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لأنكم يا أهل العراق تكتبون بالمدينة عمن لا شهادة له عندنا.

فيتوهم عليكم أنكم تفعلون هكذا في بلادكم.

فرجع حماد فأسقط عامة علمه.

قال سحنون: جاء وافد أهل مصر سؤلاتهم لربيعة، فوجدوه قد مات.

قال: فلم أرد أن أرجع بغير جواب، فرأيت في المسجد حلقة يخوضون في العلم فجلست إليهم وخبرتهم أمري وقلت لهم إن كان لكم أجيبوني أو فأرشدوني.

فأشار إلي جميعهم إلى مالك بن أنس، وهو يومئذ شاب جالس إلى عمود وحده ولم أدع حلقة إلا جلست إليها، وسألتهم فكلهم يدني عليه فأتيته فأخبرته بخبري وبما دلني القوم عليه، وذكر أنه سأله فكلما قرأ عليه مسألة بكى.

ثم أجابه.

قال سحنون: بكى حين عرفها وعرف أنه احتيج فيها.

قال المغامي عن عبد الملك: سمعت مطرفًا وابن الماجشون يقولان عن مالك في أمهات الأولاد أنهن إذا استحقن يؤخذن قيمة أولادهن حتى استحقت أم ولده محمد وتخاصم فيها وكيل المستحق مع وكيل مالك عند المطلب والي المدينة فقال المطلب: ما أرى أحدًا استشيره في أمره غيره.

فقال وكيل الطالب: تستشيره في أمر نزل به؟ فقال المطلب ليس مثله يتهم، ولو كان صاحبه حاضرًا يعني ابن أبي سلمة استشرناه، فاستشار مالكًا في ذلك، فقال: قد كان رأيي في ذلك ما قد علمت وجرى في الناس حتى رأيت أمرًا شديدًا يعمد إلى أم ولدي، فتستخرج من تحتي وإنما اشتريت من سوق المسلمين، فيحمل علي رزقها أما أفديها بجميع مالي وما ظلم من دفع إليه القيمة.

فحكم بذلك فما سر أهل المدينة سرورهم بهذه الفتيا.

وفي الثمانية (هكذا) والواضحة مثله وأنه قول مالك المقدم.

<<  <  ج: ص:  >  >>